مع قدرتهم على تصنيف المعلومات نفسها وفقا للخطة التي ترسمها القيادة البشائر النبوية بالنصر:
وحين بلغ النبي (صلى الله عليه وآله) خبر نقض بني قريظة للعهد، الذي من شأنه أن يهد العزائم، ويثير حالة من الهلع في صفوف أهل الاسلام فإنه يعلن بالتكبير، الذي يؤذن بالغلبة والفلاح والنجاح، ثم يبشرهم بالنصر الأكيد الساحق، وبالسيطرة على العالم بأسره ولكنه (صلى الله عليه وآله) لم يذكر لهم مضمون البشارة إلا بعد أن اضطجع وتقنع بثوبه، وطال انتظارهم له، واشتد عليهم البلاء، والخوف فجاءت البشارة لتبخر ذلك الخوف، وتكشف البلاء. وليفهمهم أن كلامه هذا ليس لمجرد التطمين ورفع المعنويات حدة سعد بن عبادة:
وقد أشرنا فيما سبق إلى أن وصفهم لسعد بن عبادة بالحدة ليس له ما يبرره، ويبدو أن ذلك من تزييفات الحاقدين على سعد، لا قدامه على طلب الخلافة في يوم السقيفة، وهو ذنب يصعب أن يغفره له الآخرون، وإن كان أبو بكر قد استطاع بما لديه من حنكة ودهاء أن يقلب الأمور رأسا على عقب، ويفوز هو بالامر كما يعلمون كما أن سعدا هو والد قيس نصير علي والحسن، والمجاهد بين أيديهما في سبيل الله