مع اننا نجدهم يقصدون زيارة قبور أناس صالحين لم يظهر لهم حتى ولو كرامة واحدة من هذا القبيل!!
الجهد، والضعف والجوع:
قد تحدثت النصوص التي سلفت في هذا الفصل، وفي غيره من الفصول عن المعاناة التي كان يتعرض لها المسلمون بسبب شحة الأقوات في تلك السنة بالذات حيث " كان المسلمون قد أصابهم مجاعة شديدة، وكان أهلوهم يبعثون إليهم بما قدروا عليه (1) ".
وذكر نص آخر: ان حفر الخندق كان في زمان عسيرة، وعام مجاعة حتى أن الأصحاب كانوا يشدون على بطونهم الحجر من الجهد والضعف الذي بهم من الجوع، ويقول البخاري: إنهم لبثوا ثلاثة أيام لا يذوقون ذواقا، وكذا النبي (صلى الله عليه وآله) (2).
وفي نص آخر: " يأتون بملء كفي شعير، فيصنع لهم باهالة سنخة توضع بين يدي القوم، والقوم جياع، وهي بشعة في الحلق، ولها ريح منتن " (3).
ويقول أبو طلحة: " شكونا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الجوع، ورفعنا