جيش الشريك وعمرو بن عبد ود العامري، لان تجاهل مثل هذا الحدث المصيري، الذي شاع وذاع، يحتاج إلى درجة كبيرة من الشجاعة النادرة، أو فقل إلى درجة عالية من الوقاحة الفاجرة.
وهذا ما حصل بالفعل، حيث نجد بعضهم ليس فقط لا يذكر لعلي عليه السلام خبرا، ولا يورد في مواقفه أثرا. بل هو يكاد يجهر بانكار تلك المواقف الرسالية الرائدة، حيث يقول أحدهم.
" ولم يكن بين القوم قتال إلا الرمي بالنبل والحصا، فأوقع الله بينهم التخاذل، ثم أرسل الله عليهم في ظلمة شديدة من الليل ريح الصبا الشديدة في برد شديد، فأسقطت خيامهم، وأطفأت نيرانهم، وزلزلتهم. حتى جالت خيولهم بعضها في بعض في تلك الظلمة فارتحلوا خائبين " (1) ثم إرسال الزبير بن لكشف خبر القوم.
بينما نجد رجلا مسيحيا، لا يرغب بالاعتراف للمسلمين بشئ ذي بال، يعتبر قتل علي لعمرو ولصاحبه " سبب هزيمة الأحزاب على كثرة عددهم، ووفرة عددهم (2) ".
فشتان ما بين هذا الرجل، وبين أولئك ولا حول ولا قوة بالله.
من تشكيلات الجاحظ وتعصباته:
قد ادعى ابن تيمية: أن عمرو بن عبد ود لم يعرف له ذكر إلا