قريشا والعرب تجمعت، وعقدت بينها عقدا وميثاقا، لا ترجع من وجهها حتى تقتل رسول الله، وتقتلنا معه معاشر بني عبد المطلب " (1) ونعتقد: أن هذا الكلام هو الأقرب والأنسب فيما يرتبط بتحديد الهدف الأقصى للحرب، فان كلامهم المتقدم في النصوص التي أوردناها، وإن كان ينص على استئصال محمد ومن معه، إلا أن استئصال جميع من مع النبي من الأوس والخزرج، وسائر قبائل العرب لن يكون سهلا ولا ميسورا لهم. ولا يمكن لهم ان يقدموا على اذكاء نار قد لا يمكنهم اطفاء لهيبها على مدى أجيال ولسوف ينالهم منها الشئ الكثير والخطير كما هو معلوم..
اما قتل محمد وبني عبد المطلب، فهو الأسهل والأيسر، وبه يتحقق المطلوب، ولماذا يذهبون إلى أبعد من ذلك؟!
غير أن من الواضح: ان هذا لن يقنع اليهود، لان هدفهم هو استئصال محمد وجميع من معه. ولعل ذلك يفيدهم في إعادة بسط هيمنتهم ونفوذهم على يثرب وعلى المنطقة.
اما غطفان وسائر القبائل فيهمها تمر خيبر بالدرجة الأولى، اما استئصال محمد والمسلمين فلا ترى فيها أية سلبية، بل هو أمر محبوب بالنسبة إليها ومطلوب الأحقاد هي المحرك قد قرأنا فيما سبق: ان اليهود يقولون للمشركين: " جئنا