لماذا لن تغزوهم قريش بعد اليوم:
لقد المشركون بعد حرب أحد: أن المسلمين قد هزموا، وتكبدوا خسائر فادحة، رغم أن نهايات حرب كانت كبداياتها قد أرعبت جيش الشرك، وهزمته روحيا وعسكريا. وإن كانت قد حصلت نكسة في أواسط المعركة، تكبد المسلمون بسببها خسارة كبيرة ولكنهم بفضل جهاد علي عليه السلام، ثم عودة الخلص من المسلمين للقتال قد استعادوا زمام المبادرة، وانتهت الحرب بهزيمة المشركين وكسر عنفوانهم، وتكبدوا هم أيضا خسائر كبيرة على مستوى القيادات وغيرها.
ولكن الخسارة التي مني بها المسلمون كانت أكبر - كما قلنا - فكان أن أشاع المشركون أنهم قد انتصروا في حرب أحد، كمحاولة دعائية فارغة لرد الاعتبار.
ثم حزبوا الأحزاب، وجمعوا الجموع، واتفقوا مع يهود بني قريظة، فانتعشت آمالهم من جديد. بدا واضحا لهم: أن أمر المسلمين قد انتهى. وأصبحت المسألة مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.
وقد كانت المشاركة الشاملة للقبائل الفاعلة في المنطقة تطمئن زعماء قريش، الذين حشدوا كل ما لديهم من قوى بشرية ومادية لحسم هذا الامر، والتخلص من هذا الكابوس الجاثم على صدورهم.
ولكن وجود الخندق، حسن إدارة الرسول لأمر الحرب معهم، قد هيأ للمسلمين فرصة للمطاولة في أمر الحرب، حتى مل الأحزاب طول الحصار، وأصبحوا يواجهون مشكلات على مستوى التموين وغيره. ثم ظهرت خلافات زعزعت الثقة فيما بين الفرقاء المؤتلفين،