والدفاع عنهم اعتمدوا، يدلنا على ذلك: أن المسلمين كانوا كان على رؤسهم الطير خوفا وفرقا من عمرو كما سنرى.
طلب البراز، وخرج علي لعمرو:
لما وقف عمرو وأصحابه على الخندق قالوا: والله هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها، فقال عمرو:
يا لك من مكيدة ما أنكرك * لا بد للملهوب من أن يعبرك ثم زعق على فرسه في مضيق، فقفز به إلى السبخة، بين الخندق وسلع (1).
وجعلوا يجيلون خيلهم فيما بين الخندق وسلع، والمسلمون وقوف لا يقدم أحد منهم عليهم.
وجعل عمرو بن عبد ود يدعو للبراز وكان قد أعلم ليرى مكانه - ويعرض بالمسلمين، فقال (ص) على ما في الروايات: من لهذا الكلب؟ فلم يقم إليه أحد. فلما أكثر قام علي عليه السلام، فقال: أنا أبارزه يا رسول الله، فأمره بالجلوس، انتظارا منه ليتحرك غيره.
وأعاد عمرو النداء والناس سكوت كأن على رؤوسهم الطير، لمكان عمرو، والخوف منه وممن معه، ومن وراءه.
فقال عمرو: أيها الناس، إنكم تزعمون: أن قتلاكم في الجنة، وقتلانا في النار؟ أفما يحب أحدكم أن يقدم على الجنة، أو يقدم عدوا له إلى النار؟.