الناس بمن يضحي ويبذل نفسه في سبيل الله سبحانه، وبمن يستثمر تضحيات الآخرين ويسرق جهدهم وجهادهم. لمصلحة نفسه أو من يمت إليه بصلة أو رابطة.. ويتضح ذلك من قوله (ص) لعلي: إنه عمرو (1).
وبذلك يتضح: أن عدم الإذن لعلي عليه السلام بمارزة عمرو في بادئ الامر، لم يكن رغبة بعلي المخاطر، وحبا بالابقاء عليه، وتعريض غيره لذلك.
4 - وقوله (ص) له: إنه عمرو، فارس يليل أو نحو ذلك، ليفهم الناس: أن هذا الاقدام من علي عليه السلام ليس مجرد نزوة طائشة، ألقى نفسه بسببها في المهالك، دون أن يكون عارفا بحقيقة عمرو، ومكانته في الفروسية، ثم حالفه الحظ فقتله، لان عليا رجل شجاع، ولكن لا علم له بالحرب، كما يريد أعداؤه أن يقولوا.
بل كان هذا الاقدام منه عن علم وتثبت، واطلاع تام على شجاعة عمرو، ومكانته بين فرسان العرب.
الخصال الثلاث:
وحين عرض علي عليه السلام الخصال الثلاث على عمرو، نجد أن هذه الخصال قد جاءت من خلال الوعي والاحساس بالمسؤولية، وفي أعلى درجات السداد، وفي منتهى الموضوعية والنصفة. وتركت عمروا يبوء بعار البغي، والعدوان، والتجني بلا