وأمير المؤمنين عليه السلام ينقل التراب من الحفرة، حتى عرقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعيي، وقال:
لا عيش إلا عيش الآخرة * اللهم اغفر للأنصار والمهاجرين فلما نظر الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحفر اجتهدوا في الحفر، ونقلوا التراب، فلما كان في اليوم الثاني بكروا إلى الحفر، وقعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسجد الفتح، فبينا المهاجرين والنصار يحفرون إذ عرض لهم الخ " (1) علي (عليه السلام) وشيعته أعظم الناس عناء:
قال القاضي النعمان: " وكان علي صلوات الله عليه وشيعته أكثر الناس عناء، وفيه عملا. وكان في ذلك من الاخبار ما يطول ذكره " (2) وثمة تفاصيل أخرى:
قد عرفنا فيما سبق: ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان هو البادئ في حفر الخندق. وكان (صلى الله عليه وآله) يحفر، وعلي ينقل التراب من الحفرة. وقد استمرت مشاركة النبي (صلى الله عليه وآله) لهم في العمل حتى انتهوا من الخندق وأنه (صلى الله عليه وآله) كان يضرب مرة بالمعول، ومرة يغرف التراب بالمسحاة، ومرة يحمل التراب بالمكتل على ظهره، أو على عاتقه وكان (صلى الله عليه وآله) يعاطيهم اللبن، الامر الذي يدل على أنه كان ثمة