ويلفت نظرنا هنا ذلك النص الذي بين فيه اهتمام النبي بمشاركة الأنصار للمهاجرين في هذا الامر. ونحن نعلم أن امكانية اختراق مشركي أهل مكة للمهاجرين أسهل وأيسر، لانهم إخوانهم وأبناؤهم، ولم نزل نجد في المهاجرين من يحابي قومه ويهتم بعدم الحاق المزيد من الأذى بهم بدءا من حرب بدر، حسبما أوضحناه هناك في قضية فداء الاسرى بل لقد وجدنا حتى زوجة النبي تخرج عن وقارها، وتندفع لتحرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بدر، فراجع ما ذكرناه هناك أيضا عن سودة بنت زمعة. وتجد في كتابنا هذا، وفي كتاب الغدير والمعارضون شواهد كثيرة وغزيرة ومثيرة عن مواقف قريش من النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته. ولا نرى حاجة لإعادة التذكير بها هنا الذراري والنساء في الآطام:
وإن جعل النساء والذراري في مواضع حصينة، وتجميعهم في أماكن معينة يعتبر إجراء حكيما، لأنه يوفر على المسلمين معاناة حالة التوزع في الاهتمامات، وانتشارها، ويركزها في نقطة أو نقاط محددة يمكن التركيز عليه في الرعاية الأمنية، وتسهيل تقديم المعونة الفاعلة والمؤثرة والسريعة، وفق خطة مرسومة في الوقت المناسب لو فرض تعرضها لأي خطر من قبل الأعداء ثم هي تمكن هؤلاء الضعفاء من أن يفيدوا من مناعة تلك الآطام للدفع عن أنفسهم بدلا من بيوت واهنة لا تساعد على حمايتهم، ولا تدفع عنهم في شئ