ما فعله نعيم بن مسعود:
لقد حاول المؤرخين، والمحدثون الذين توجههم التيارات والقوى والتعصبات السياسية، والمذهبية، والاحقاد - حاولوا - التعتيم على النصر المؤزر الذي سجله علي أمير المؤمنين في حرب الأحزاب بطريقة أخرى غير طريقة تضخيم الأمور، وادعاء حصول قتال شغلهم عن صلاة العصر، وغيرها.
فادعوا: أن نعيم بن مسعود قد قام بدور فاعل وأساس في تخذيل القوم، والقاء الريب والشك ببعضهم البعض فيما بينهم.
فيدعي المؤرخون: أن نعيم بن مسعود الغطفاني جاء إلى رسول الله (ص) مسلما - وكان من دواهي العرب - فقال: يا رسول الله إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فأمرني بما شئت أنته إليه (1).
فقال له صلى الله عليه وآله: إنما أنت رجل واحد فينا، وإنما غناؤك أن تخذل عنا ما استطعت. وعليك بالخداع، فإن الحرب