وازع أو رادع وقد رأينا: أن كعب بن أسد ينقض العهد حين تخيل أنه سيحقق ما يتمناه، من استئصال محمد (صلى الله عليه وآله) ومن معه، واقتنع بان القوة التي حشدها الأحزاب كافية في تحقيق هذه الأمنية، وان المستقبل الرغيد والسعيد سيكون بانتظاره، وأصبح على الأبواب طريقة حيي للتأثير على كعب بن أسد:
ويلفت نظرنا هنا الطريقة التي أثار فيها حيي بن أخطب حفيظة كعب بن أسد حتى فتح له، حيث اتهمه بأنه لا يفتح له خوفا من أن يأكل من طعامه. ففتح له حينئذ الباب، الذي كان باب الخزي والخسران، والذل الأبدي، والبوار في الدنيا والآخرة ولكن كعبا هذا رغم اعترافه بأنه لم ير من النبي إلا الوفاء والصدق، وغير ذلك فإنه ينقض العهد معه، حبا للدنيا، وطمعا بها فكان له الدمار والهلاك وحسبك بهذا دلالة على تفاهة تفكير هؤلاء الناس، وسفاهة عقولهم، وتناقضهم السافر في مواقفهم دوافع نقض العهد:
أما ما قدمه من امتياز لكعب بن أسد ولبني قريظة ليثير شهيتهم لنقض العهد، والدخول معهم في حرب محمد فهو استئصال محمد ومن معه وقد اشترط كعب لنفسه إن لم يتحقق هذا الهدف أن يواجه