هو ما نجده من حرص واهتمام ظاهر لعمر بن الخطاب بأمر الدرع كي لا تفوت عليا، وكأنه يظن أنه عليه السلام إنما يحارب ليحصل على الغنائم والأسلاب.
ولم يلتفت إلى أن ما يهم عليا هو الدفاع عن أساس الدين، وفتح باب الأمل على مصراعيه أمام المسلمين المهزومين نفسيا، كما أخبر الله عنهم:
(إذ جاؤكم من فوقكم، ومن أسفل منكم. وإذ زاغت الابصار، وبلغت القلوب الحناجر، وتظنون بالله الظنون. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا.. إلى أن قال: وكفى الله المؤمنين القتال، وكان الله قويا عزيزا).
أما جواب أمير المؤمنين عليه السلام لعمر، ففيه تأكيد منه على أنه عليه السلام: لم يزل ولا يزال يتصرف وفق قواعد النبل والرجولة والقيم، حتى في مثل هذا الموقف الذي هو أكثر المواقف صعوبة وخطرا، حيث تزل فيه الاقدام، وتضيع فيه المعايير والضوابط في زحمة الأهوال والمخاطر، وفي خضم ثورات النفوس والمشاعر.
فسلام الله عليك يا أبا الحسن، يوم ولدت في الكعبة، ويوم اغتالتك يد الإفك والحقد في مسجد الكوفة، ويوم تبعث حيا، حيث تقف لتسقي المؤمنين والمجاهدين من يدك على حوض الكوثر.
قتله في الله:
ولما أدرك علي عليه السلام عمرو بن عبد ود لم يضربه، فوقعوا في علي عليه السلام، فرد عنه حذيفة، فقال النبي صلى الله عليه وآله:
مه يا حذيفة، فإن عليا سيذكر سبب وقفته.