ونقول:
وقد ناقشنا في كل ما استشهد به المعتزلي والإسكافي حول تغير رأي النبي، وخطأه في آرائه في قصة تأبير النخل، ثم قصة مشورة الحباب في بدر فراجع. وقصة عيينة في الخندق قد ظهر عدم امكان قبولها بأي وجه، فلا معنى لاعتراض المعتزلي على السيد المرتضى فيما قاله الصحيح والمقبول في هذه القضية:
ولا نمنع ان يكون ثمة عمل ذكي من قبل النبي (صلى الله عليه وآله) من خلال اطلاق إشاعة عن أمر كهذا من شأنها ان تحدث فجوة في جدار الثقة الذي يحمي جسم جيش الشرك وصفوفه من التصدع تماما كما كان الحال بالنسبة لما فعله (صلى الله عليه وآله) بين قريظة وقريش وجيش الشرك كما سيأتي. ولكن الرواة حرفوا هذه القضية ونسجوا حولها من خيالهم الشئ الكثير، ثم استفاد المصطادون في الماء العكر من ذلك، فنفثوا سمومهم للنيل من الشخصية النبوية الشريفة. ثم لتبرير ما صدر من معاوية من عمل ذليل مخز، حين قبل ان يعطي ملك الروم مئة ألف دينار ذهبا ليتفرغ لحرب سيد الوصيين علي أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام بهدف الاجهاز على آخر حصون الاسلام المنيعة، وإعادة حكم الجاهلية بل لقد وجدنا في كلمات الزبير بن باطا ما يشهد على أن غطفان هي التي أرسلت إلى النبي (صلى الله عليه وآله) تعرض عليه ان يعطيها بعض ثمار المدينة مقابل الانسحاب من المواجهة معه، فأبى (صلى الله عليه وآله) أن يعطيها إلا