قال ابن واقد: وأثبت الأشياء عندنا قول نعيم الأول (1).
ونقول:
إننا نلاحظ: أن هذه الرواية، وكذلك رواية جعل ثلث ثمار المدينة لعيينة بن حصن تظهر: أن سعد بن معاذ وعمر بن الخطاب، يعتقدون أن النبي (ص) يتصرف أحيانا انطلاقا من هدى الوحي، ووفق التدبير والتسديد الإلهي. ويتصرف أحيانا أخرى، انطلاقا من رأيه الشخصي، ووفقا لهواه الذي قد يصيب وقد يخطئ. وهذا بالذات هو ما عبر عنه عمر بن الخطاب هنا.
ثم أظهرت هذه الرواية وتلك: أنه (ص) قد اعترف هو نفسه بهذا الامر وقرره بصراحة ووضوح.
مع أن نبينا الأكرم أجل من أن يتصرف أو يتكلم بوحي من الهوى وبغير إذن من الله سبحانه. ولا يخرج من بين شفتيه إلا الحق والصدق، والهدى، ولا شئ غير ذلك. وملاحظة أخرى نسجلها على هذه الرواية وهي: أن نعيم بن مسعود قد أخبر عيينة بن حصن ومن معه من غطفان بمقالة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بالطريقة التي لا بد أن يعرفوا منها:
أن نعيما هو الذي أخبر النبي (ص) بما أرسلت به قريظة إليهم. وهو ينطوي على مخاطرة واضحة حين يكتشف عيينة وغطفان أن نعيما قد انهم $ وأفش سرهم، ولن يسكتوا عن هذا الامر أبدا.