الحجر على بطنه؟!
قال: وانما لفظ الحديث: الحجز، بالزاي، وهو طرف الازار.
فصحفوا، وزادوا لفظ الجوع.
وأجيب بأنه لا منافاة، كان (صلى الله عليه وآله) يطعم ويسقى إذا واصل في الصوم. اي يصير كالطاعم والساقي، تكرمة له. ولا يحصل له ذلك دائما، بل يحصل له الجوع في بعض الأحايين، على وجه الابتلاء الذي يحصل للأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، تعظيما لثوابهم " (1).
أضف إلى ذلك ان توجه ابن حبان هذا، ودعواه تصحيف كلمة الحجز بالحجر لا تلائم مع تقدم عن علي عليه السلام، ولا مع ما تقدم عن جابر في قصة اندفاعه لتهيئة طعام للنبي (صلى الله عليه وآله) لما رآه خميصا. ولا مع ما ذكر في قصة سليمان حينما طلب من النبي (صلى الله عليه وآله) ان يعالج الصخرة.
الثانية: العزم والثبات:
ويلفت النظر هنا: انه رغم كل ما كان يعانيه المسلمون من جهد وضعف وجوع، وبرد - كما يقولون - فان ذلك لم ينل من عزمهم، ولم يؤثر على ارادتهم، ولا هزمهم روحيا. بل استمروا في تصميمهم على تنفيذ قرارهم بالمواجهة. ولم يحملهم ذلك على الدخول في أي مساومة، وتقديم أية تنازلات.
ولا شك في أن للعامل الايماني دوره الحساس في هذا المجال، ولعل العامل الأهم هنا هو توفر القيادة الحكيمة والواعية