وثالثا: إننا نستبعد أن يكون (ص) قد خص الزبير بالطلب إليه أن يبارز ذلك الرجل، وهو قبل قليل قد طلب التطوع من المسلمين بمبارزة عمرو. فما هذه السياسة، وما هي مبرراتها يا ترى؟!
عمر وضرار بن الخطاب:
قال المعتزلي: " وناوش عمر بن الخطاب ضرار بن عمرو، فحمل عليه ضرار حتى إذا وجد مس الرمح رفعه عنه. وقال: إنها لنعمة مشكورة، فاحفظها يا ابن الخطاب، إني كنت آليت أن لا تمكنني يداي من قتل قرشي، فأقتله.
وانصراف ضرار راجعا إلى أصحابه " (1) وهم عند جبل أبي عبيد.
وفي نص آخر ذكر حملة الزبير وعمر بقية أصحاب عمرو، وقد كان ضرار يفر، وعمر يشتد في أثره. فكر ضرار راجعا، وحمل على عمر بالرمح ليطعنه ثم أمسك وقال:
" يا عمر، هذه نعمة مشكورة أثبتها عليك، ويد لي عندك غير مجزي بها فاحفظها " (2).
لكن القمي ذكر للرواية نصا آخر، فقال: " أمر رسول الله صلى الله عليه وآله عمر بن الخطاب أن يبارز ضرار بن الخطاب، فلما برز إليه ضرار انتزع له عمر سهما. فقال ضرار: ويحك يا بن صهاك،