وهم يرتكبون هذه الخيانة رغم انهم قد رأوا بأم أعينهم عواقب خيانة بني قينقاع، ثم خيانة بني النضير، وأكثرهم نضيريون - كما تقدم 4 - ان مبرر هذا الاجرام العظيم والبشع هو مجرد الحسد والحقد منهم. بالإضافة إلى مكاسب سياسية، واجتماعية وغيرها يحلمون بتحقيقها على مدا البعد من خلال فرض هيمنتهم على المدينة وعلى غيرها بصورة وبأخرى فلم يكن الهدف عقيديا ولا انسانيا ولا أخلاقيا. بل هم قد داسوا باقدامهم الانسانية والخلاق وحتى مبادئهم وعقيدتهم التي يدعون انهم ينتسبون إليها وهذا هو منتها الاسفاف، وغاية التردي في حماة الجريمة والبغي الايمان والمواثيق لا تجدي:
وبعد، فان الملفت للنضر هنا اننا نجد اليهود يفقدون صفة الأخلاقية والمبدئية في مواقفهم، وفي مجمل تحركهم في مواجهة الاسلام والمسلمين. وكذلك نجد المشركين خصوصا أبا سفيان لا يختلف عن اليهود في ذلك..
فأبو سفيان يحاول ان يخدع قومه في حركته الهادفة إلى دفعهم إلى مواجهة الاسلام، حيث إن اليهود يتصلون به أولا، ثم يتفق معهم على دعوة الناس إلى استئصال النبي، وحين يطلبون ذلك من الناس علنا يظهر أبو سفيان بمظهر من يسمع هذا الكلام لأول مرة!!
ثم إنهم يصرحون بأنهم جاؤوا للتحالف على العداء لمحمد، فلم