والحازمة. المرتبطة بالله سبحانه المتمثلة بشخصية النبي الكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
الثالثة: الخصاصة والجوع:
قد تعودنا من أولئك الذين يتعاقبون على كراسي الحكم: ان يكونوا من أصحاب الأموال الطائلة، وأهل الثراء الفاحش، مع السعي حثيث منهم للتمتع بمباهج الحياة، والتقلب في ملذاتها، واهتمام ظاهر بما فيها من زينة، وبهارج، في حين تكون شعوبهم تعاني من النصب والحرمان، ومن الحاجة والخصاصة بدرجة قبيحة ومزرية. إن لم نقل: إن الكثيرين من هؤلاء الحكام هم الذين يمتصون دماء شعوبهم، ويعبثون بمقدراتها، ويختلسون كل ما قدروا عليه من أموالها.
اما نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فإنه على عكس ذلك تماما، فها هو في أيام الخندق يربط الحجر، ولا يستأثر نفسه بشئ من حطام الدنيا. بل إنه حتى حينما يرغب أحدهم في استضافته على الشئ القليل جدا في هذا الظرف العصيب بالذات، لا يرضى صلى الله عليه وآله إلا أن يشاركه المسلمون جميعا في ضيافته تلك، فيبارك الله سبحانه في ذلك الطعام، وتكون الكرامة من الله سبحانه لرسوله الكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم نجد عليا أمير المؤمنين عليه السلام خير من يتأسى برسول الله، ويسير على نهجه، وينسج على منواله، فإنه رغم انه كان قد أنشأ - بكد يده، بعرق جبينه - الكثير من الضياع والبساتين، لكنه لم يكن.
يستفيد منها بتحسين وضعه المعيشي، ولا أحدثت تغييرا في حياته