على الألفية 5 متعهد المسائل في الفقه 6 بهجة الناظرين في اعراب القرآن وتجويده. وعرض له رمد وذهبت منه عيناه ولم تختلف حاله في كل ما كان عليه حتى في التصنيف كان يملي على تلامذته ومما املاه متعهد المسائل ثم عالج عينيه فبرأت واحدة منهم قرأ على الشيخ حسين آل عصفور وعلى أبيه الشيخ حسن.
الشيخ عبد الله بن عباس البلاغي العاملي كان شاعرا أديبا ظريفا خفيف الروح حاضر الجواب مليح النادرة وكان متصلا بعلي بك الأسعد ويعتمد عليه في مهام أموره وكان له اتصال تام بأعمامنا وأقربائنا في شقراء وبينه وبينهم مراسلات ومحاورات أدبية ذكره صاحب جواهر الحكم في كتابه فقال كان من طراز الأدباء وأعلى أفراد النجباء يعده البك لمهمات أشغاله سفيره الأول ولا رأي مع رأيه كان يراسله إلى الوزراء والولاة والحكام كان سفيرا متكلما عارفا بالفنون والتواريخ حاضر الجواب حاد الفكر ألمعي الفطنة لسنا ذربا ودودا ألوفا بارا باهل حرفته وبعد وفاة حمد البك بقي على حال عند ابن أخيه علي بك من السفارة والوزارة هو المستشار الذي ليس لرأيه رد وله أجوبة ومواقع حسنة مع الوزراء وكان صاحب رأي وتدبير وله في الأدب الباع الطويل وان لم يقرأ العربية اه. فمن نوادره انه كان في بيروت في منزل بعض أعيانها وفي المجلس رجل من أكابر كسروان فقال وهو لا يعرف البلاغي كل المذاهب قد عرفت الا مذهب الشيعة فقال له البلاغي: انا اعرف مذهبهم قال: ما هو قال: يقولون إن الآلهة ثلاثة قال: ومن هم قال: اله السما واله الأرض واله لكسروان فإذا فرع اله السماء من تدبير الكواكب والرياح والغيوم والأمطار والملائكة نزل إلى الأرض فيعين إلاهها على تدبير أمر الجبال والبحار وغيرها فإذا فرغا من ذلك آتيا إلى اله كسروان فوجداه لم يصنع مع أهلها شيئا وهو في جدال وخصام فيتعاون الثلاثة على أهل كسروان إلى نصف الليل ولا يقدرون ان يصنعوا معهم شيئا لغلظ عقولهم فخجل الكسرواني واعتذر إلى البلاغي ومن نوادره ان مدحت باشا والي سوريا كان يوما في دعوة على نهر القاسمية والشيخ عبد الله البلاغي حاضر فقال له الباشا: يا شيخ تريد أن تكون في الجنة أو في النار فقال: بل في النار قال: لما قال: لاكون مع الباشوات والبكوات أصحاب الشأن الكبير أمثال دولتكم وما اصنع بالكون في الجنة مع المشائخ والفقراء فضحك الباشا واجازه.
ومن نوادره انه قدم على علي بك في الزرارية وقت الغداء فقال علي بك: البلاغي لا يتغدى لأنه شبعان فقال الطعام حكم بيننا.
ولما سافر عمنا السيد عبد الله إلى العراق ارسل إلى الشيخ عبد الله قصيدة فاجابه الشيخ عبد الله بهذه القصيدة وأشار إلى سفرة سافرها معهم إلى بيروت فماتت فرسه في قرية بريقع من اعمال الشقيف وهي هذه:
سلامي مدى الأيام لن يتصرما * على من عليه الله صلى وسلما أبي الحسن المولى الذي صار حجة * على الخلق في الدنيا وفي الدين قيما عليه سلامي ما حييت وما همى * سحاب وما طير الغصون ترنما أناديك يا خيرا الوصيين من به * نجاتي ومن فوق السما قدره سما فكن لعلي نجل أسعد مسعدا * وحصنا إذا الدهر الخئون تبرما وكن لاخي يا داحي الباب صالب * معينا وفي الدراين من خطبه حمى ومن بتوفيق إلى حسن أخي * وكن حرزه من كل خطب تجهما ووفق سميي العالم الفاضل الذي * اتاك وفي حجر السيادة قد نما وفى لي على بعد ومن فيض فضله * حباني قريضا كالدراري منظما تشعشع من نحو العراق ضياؤه * فأشرق في لبنان ما كان مظلما ذكرت به العهد القديم واعصرا * تقضت بشقرا وعيشا تصرما الا هل ارى من بعد ما أقفر الحمى * ليالي انس كنت فيها منعما ليالي كنا والسرور يحوطنا * سرادقة والهم ولى واحجما ومن فوق أشجار من التين نرتقي * ولا نبتغي والحمد لله سلما فنأكل عجرا لو به كنت ضاربا * على رأس حاخام اليهود لأسلما نروع من أبناء اوى عصائبا * ونضرب بالأحجار فذا وتوأما ونقتلع البطيخ مع أصله معا * ونأكله قهرا ولو كان علقما ويا لك من يوم ببيروت كلما * تذكرته تجري الدموع له دما فقدت به خرجا جديدا وجبة * وثوبا وسروالا وخفا ومحزما أ تذكر إذ كنا نياما وتحتنا * قبور وما نلنا غطاء سوى السما ولما إلى الدامور جئنا وقد أبت * به فرسي في السير ان تتقدما ففاتت خيول القوم عني ولم أجد * سواكم يواسيني إذا الليل اظلما وغير الفتى المهدي فينا اخيكم * فبالنفس واسانا وجاد تكرما وأصبحت الشقرا تجود بنفسها * وقد جمعت رأسا وذيلا ومنسما أحطنا بها نبغي هناك قيامها * ونرفعها حملا وقد كظنا الظما إلى أن بلغنا بعد جهد بريقعا * لذا صغروها حيث أردت مطهما وملنا إلى المعاز نلتمس القرى * فكان قراه للضيوف تبرما وأقسم ان الزاد من تسعة مضت * عليه سوى الخروب كان محرما فعدنا إليها املين نهوضها * وهل حيلة في الحكم إن كان مبرما فماتت وفات الامر واستحكم القضا * وكان الذي في علم ربي تقدما وكنت بها في حلبة السبق سابقا * واردي من الفرسان من كان ضيغما وكنت إذا أجريتها نحو غاية * أصول بعزم حده لن يثلما وجئنا إلى نحو البلاد ثلاثة * وأصبحت الشقراء شلوا مقسما فيا سيدا قد كان للقلب مالكا * وقد كان لي كفا وزندا ومعصما لقد نعمت نفسي زمانا بقربه * ففارقني نحو العراق ميمما فكن لي فدتك النفس كهفا وناصرا * على الزمن العادي إذا سهمه رمى وبلغ أخي عني سلامي وبثه * شكاية من اضحى عميدا متيما ووسع له عذري وان كنت جانيا * فكان أخي مني أبر واكرما فشوقي إليه صير القلب ذائبا * ودمع عيوني من دم القلب قد هما سألتك بالمختار إن كان ساخطا * على عبدكم ترضيه عني بكلما فديتك ما ارضى فؤادي بكلما * حكمت وما أحلاه حكما وأقوما فهذا أخي والله يرشد امره * رأى حكما عدلا يرى العدل مغنما الشيخ عبد الله نعمة الأول هو الشيخ عبد الله بن علي بن نعمة المشطوب العاملي توفي سنة 1143 من أجداد الشيخ عبد الله آل نعمة العالم الفقيه المشهور الآتي ترجمته. كان عالما فاضلا حكى لي الشيخ محمد علي نعمة انه وجد بخطه كتاب التهذيب عند الحاج إبراهيم خليفة في الغازية وعليه اجازة له من بعض آل الحر. وفي بعض تواريخ جبل عامل المخطوطة قال: في هذه السنة توفي الشيخ عبد الله آل نعمة مما دل على أن له ذكرا ونباهة.