في أخباره وطلب عامرا في الوفادة فخشيه على نفسه واعتصم بمعقله فرجع إلى حضرته واستجمع عزائمه وعقد على مراكش وأعمالها لعلي بن أجانا من صنائع دولتهم وأوعز إليه بمنازلة عامر وقومه من معتصمه وأوقع به وتقبض على طائفة من بنى مرين وصنائع السلطان في المعركة أودعهم نتيجته فحرك بها عزائم السلطان ونهض إليه في قومه من بنى مرين وعساكر المغرب وأحاط به ونازله حولا كريتا ثم تغلب عليه سنة احدى وسبعين وانفضت جموعه وتقبض عليه عند اقتحام الجبل فسيق أسيرا إلى السلطان فقيده وقفل به إلى الحضرة ولما قضى نسك الفطر من سنته أحضره ووبخه ثم أمر به فتل إلى مصرعه وأثخن جلدا بالسياط وضربا بالمقارع حتى فاض عفا الله عنه وعقد السلطان على قومه لفارس ابن أخيه عبد العزيز كان نزع إليه بين يدي مهلك عمه وعفا عن ابنه أبى يحيى بسابقته إلى الطاعة قبيل اقتحام الجبل عليهم أشار عليه بذلك أبوه نظرا له فظفر بالسلامة والحظ وأصاره السلطان في جملته ثم هلك بعد ذلك فارس بن عبد العزيز واضطرم المغرب فتنة بعد مهلك السلطان عبد العزيز سنة أربع وسبعين وصارت أعمال مراكش في إيالة السلطان عبد الرحمن بن علي الملقب بأبي تعلوس ابن السلطان أبى على ونزع إليه أبو يحيى بن عامر فعقد له على قومه ثم أتهمه باحتمال الأموال منذ عهد ابنه وميزه إلى استصفائه ونذر به ابن عامر فلحق ببعض قبائل المصامدة سراتهم بأطراف السوس ونزل عليهم وكان مهلكه فيهم أعوام ثمانين وسبعمائة والله وارث الأرض ومن عليها * (كدميوة) * وأما كدميوة وكانوا تبعا لهنتاتة وتينملل في الامر وجبلهم بصدف جبل هنتاتة وكان رؤساءهم لعهد الموحدين بنو سعد الله ولما تغلب بنو مرين على المصامدة ووضعوا عليهم الضرائب امتنع يحيى بن سعد الله وبعض الشئ يحصن تافرجا وتيسخنت من جبلهم وخالفه عبد الكريم بن عيسى وقومه إلى طاعة بنى مرين واختلف إليهم العساكر إلى أن هلك يحيى بن سعد الله سنة أربع وتسعين وستمائة وعساكر يوسف بن يعقوب مجمرة على حصاره فهدموا حصونه وأذلوا من قومه واستخلص السلطان يوسف بن يعقوب عبد الكريم بن عيسى منذ عهد أبيه فعقد له عليهم ثم تقبض على أمراء المصامدة وعقله فيمن اعتقل منهم حتى إذا فعل ابن الملياني فعلته في استهلاكهم لعداوة عمه بما لبس الكتاب على لسان السلطان لأبيه على أمير مراكش فقتل عبد الكريم فيمن قتل منهم وقتل معه بنو عيسى وعلى ومنصور وابن أخيه عبد العزيز ابن محمد وامتعض السلطان لذلك وأفلت ابن الملباني من معسكره لحصار تلمسان فدخلها
(٢٧٠)