وأقام مملكا على سكسيوة إلى سنى خمس وسبعين فثار عليه أبو بكر بن عمر بن خرو فقتله بأخيه عبد الله واستقل بأمر سكسيوة ومن إليهم ثم خرج عليهم لأعوام من استقلاله ابن عم له من أهل بيته لم ينقل لي من تعريفه إلا أن اسمه عبد الرحمن لان ثورته كانت بعد رحلتي الثانية من المغرب سنة ست وسبعين فأخبرني الثقة بأمره وانه ظفر بأبي بكر بن عمر وقتله واستبد بأمر الجبل إلى هذا العهد فيما زعم وهو سنة تسع وسبعين ثم بلغني سنة ثمان وثمانين أن عبد الرحمن هذا ويعرف بأبي زيد بن مخلوف بن عمر آجليد قتله يحيى بن عبد الله بن عمر واستبد بأمر هذا الجبل وهو الآن مالكه وهو أخو ايزم بن عبد الله والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين (وأما بقية قبائل المصامدة) من سوى هؤلاء السبع مثل هيلانة وحاجة ودكالة وغيرهم ممن أوطن هضاب الجبل أو ساحته فهم أمم لا تنحصر ودكالة منهم في ساحة الجبل من جانب الجوف مما يلي مراكش إلى البحر من جانب الغرب وهناك رباط آسفى المعروف ببني ماكر من بطونهم وبين الناس اختلاف في انتسابهم في المصامدة أو صنهاجة وتجاورهم من جانب الغرب في بسيط ينعطف ما بين ساحل البحر وجبل درن في بسيط هناك يفضى إلى السوس يعمره من حاجة هؤلاء خلق أكثرهم في حمراء الشعراء من الشجر المعروف بأرجان يتحصنون بملتفها وأدواحها ويعتصرون الزيف لأدامهم من ثمارها وهو زيت شريف طيب اللون والرائحة والطعم يبعث منه العمال إلى دار الملك في هداياهم فيطرفون به وبآخر مواطنهم مما يلي أرض السوس وفى القبلة عن جبل درن بلدتا دنست وبها معظم هذه الشعرا ينزلها رؤساؤهم ورياستهم في بطن منهم يعرفون بمغراوة وكان شيخهم لعهد السلطان أبى عنان إبراهيم بن حسين بن حماد بن حسين وبعده ابنه محمد بن إبراهيم بن حسين وبعده ابن عمهم خالد بن عيسى بن حماد واستمرت رياسته عليهم إلى أعوام ست وسبعين وسبعمائة أيام استيلاء السلطان عبد الرحمن بن بطوسن على مراكش فقتله شيخ بنى مرين علي بن عمر الورتاجى من بنى ويغلان منهم وما أدرى لمن صارت رياستهم من بعده وهم ودكالة جميعا أهل مغرم واسع وجباية موفورة فيما علمناه ولله الخلق والامر وهو خير الوارثين كان الواثق جهز لحرب أحد أمراء المصامدة فكان وزيره داخله في ذلك وسائل عن ذلك السيد أبا زيد ابن السيد أبى عمران خليفته وأخبره بما سمع وأمره بالقبض عليه وقتله فانفذ ذلك ثم ارتحل إلى السوس لتمهيده وحسم هلال بن بدر فيه وقدم يحيى بن وانودين لاستنفار قبائل السوس من كزولة ولمطة وكنفيسة وصناكة وغيرهم وسار يتعدى المنازل
(٢٦٤)