ابن عمه بوحمدين ثم تغلب على بسيط السوس وجاجأ بنى حسان من اعراب المعقل من مواطنهم بنواحي ملوية إلى بلاد الريف فارتحلوا إليه وعاث بهم في نواحي السوس وأطاع له كثير من قبائله فاستوفى جبايتهم وأجلب على عامل الموحدين بتار ودانت وضيق عليه المسالك وتفاقم أمره واتهم الوزير أبو محمد بن يونس بمداخلته وعثر على كتابه إلى علي بن يدر فأمر المرتضى باعتقاله وقتله سنة ثنتين وخمسين وأغزى أبا محمد بن اصال إلى بلاد السوس في عسكر الموحدين والجند وعقد له عليها فنزل تارودانت وتحصن علي بن يدر في تيونودين وزحف إليه ابن أصناك في عسكره فهزمه ابن يدر وقتل كثيرا منهم ورجع إلى مراكش مفلولا وأقام علي بن يدر على حاله من الخلاف وأغزاه المرتضى محمد بن علي ازلماط في عسكر من الموحدين سنة ستين فهزمهم وقتل ابن ازلماط فعقد المرتضى من بعده على السوس لوزيره أبى زيد بن بكيت فزحف إليه ودارت الحرب بينهما مليا وانقلب من غير ظفر واستفحل ابن يدر ببلاد السوس واستخدم الاعراب من الشبانات وذوي حسان واطاعته القبائل من بنيه وبنى كزولة وكانت لهم فتن وحروب يستظهر في أكثرها بذوي حسان ولما استولى أبو دبوس على مراكش سنة خمس وستين وفرغ من تمهيد ملكه بها اعتزم على الحركة إلى السوس ورحل من مراكش وقدم بين يديه يحيى بن وانودين لاحتشاد القبائل ومن بالجبل ثم أسهل من تامسكروط إلى بسيط السوس ونزل على بنى باداس وقبيلة ابن يدر على فرسخين من تيونودين وقصد تيزخت بنارودنت وعاين اثار الخراب الذي بها من عيث ابن يدر ولما بلغ حصن تيزخت خيم بساحته وحشد أمما من القبائل لحصاره وكان بو حمدين ابن عم علي بن يدر فحاصره أياما ولما اشتد عليه الحصار داخل علي بن زكدان من مشيخة بنى مرين كان في جملة أبى دبوس فداخله في الطاعة وتقبل السلطان طاعته على النزول عن حصنه ثم أعجله الحرب واقتحم عليهم الجلب ولجؤوا إلى الحصن وفر حمدين إلى بيت علي بن زكدان وأمره السلطان باعتقاله واستولى السلطان على الحصن وأنزل به بعض السادة لولايته وارتحل أبو دبوس إلى محاصرة على ابن يدر فحاصره أياما ونصب عليه المجانيق ولما اشتد عليه الحصار رغب في الإقالة ومعاودة الطاعة فتقبل وأقلع السلطان عن حصاره وقفل إلى حضرته ولما استولى بنو مرين على مراكش سنة ثمان وستين استبد علي بن يدر وتملك سوس واستولى على تارودنت والقرى وسائر أمصاره وقواعده ومعاقله وأرهف حده للاعراب فزحفوا عليه وكانت عليه الدبرة وقتل سنة ثمان وستين وقام بأمره على ابن أخيه عبد الرحمن ابن الحسن مدة ثم هلك وقام بأمرهم علي بن الحسن بن بدر ولما صار أبو علي بن السلطان
(٢٧٣)