ثم قام بأمر كدميوة عبد الحق بن الملياني سعد الله أيام السلطان أبى الحسن وابنه أبى عنان وكانت بينه وبين عامر بن محمد فتنة جرها منصب العمالة شأن المجاورين من القبائل وقديم العداوة بين السلف فلما استفحل أمر عامر بالولاية على مراكش وسائر المصامدة نبذ إلى عبد الحق العهد ونحلة الخلاف والمداخلة للسكسيوى شيخ الفتنة المستعصى منذ أول الدولة فصمد إليه سنة سبع وخمسين وسبعمائة في قومه ومشايخ السلطان التي كانت بمراكش لنظره فاقتحم عليه معقله عنوة وقتله واستولى على كدميوة ولحق بنو سعد الله بفاس فأقاموا بها حتى إذا خاض السلطان أبو سالم البحر إلى ملكه بعد أخيه أبى عنان ونزل بغمارة نزل إليه يوسف بن سعد الله واعتقد منه ذمة سابقيته تلك فلما استولى على البلد الجديد واستقل سلطانه عقد له على قومه رعيا لوسيلته فأقام في ولايته مدة السلطان أبى سالم وكان عامل مراكش محمد بن أبي العلى من حاشية السلطان وبيوت الولاة بالمغرب معولا على أعمال مراكش ليستظهر وطير إليه الكتاب بذلك ونزل إلى مراكش وقتل بها يوسف بن سعد الله ونكث ابن أبي العلى ثم قتله وألحقه بابنه عبد الحق وذهبت الرياسة من كدميوة برهة من الدهر ثم رجعت إليهم في بني سعد الله والله تعالى قادر على ما يشاء وبيده تصاريف الأمور لا رب سواه ولا معبود الا إياه * (واما وريكه) * وهم مجاورون لهنتاتة وبينهم فتنة قديمة وحروب متصلة ودماء مطلولة كانت بينهم سجالا وهلك فيها من الفريقين أمم إلى أن غلبهم هنتاتة باعتزازهم بالولاية والله تعالى أعلم بغيبه وهو على كل شئ قدير
(٢٧١)