أبى سعيد إلى ملك سجلماسة يصلح عقده مع أبيه كما يذكر في أخبارهم فنزلها وشيد ملكه بها واستخدم كافة عرب المعقل فرغبوه في ملك السوس وأطمعوه في أموال ابن يدر فغزاه من سجلماسة وفر ابن يدر امامه إلى جبال نكيسة واستولى السلطان أبو على على حصنه بانصاصت وسائر أمصار السوس واستصفى ذخيرته وأمواله ورجع إلى سجلماسة ثم استولى السلطان أبو الحسن من بعد ذلك عليه وانقرض ملك بنى يدر ولحق به عبد الرحمن ابن علي بن الحسن وصار في جملته وأنزل السلطان بأرض السوس مسعود بن إبراهيم ابن عيسى البريتاني من طبقة وزرائه وعقد له على تلك العمالة إلى أن هلك وعقد لأخيه حسون من بعده إلى أن كانت نكبة القيروان وهلك حسون وانفض العسكر من هنا لك وتغلب عليه العرب من بنى حسان والشبانات ووضعوا على قبائله الإتاوات والضرائب ولما استبد أبو عنان بملك المغرب من بعد أبيه أغزى عساكره السوس لنظر وزيره فارس بن ودرار سنة ست وخمسين فملكه واستخدم القبائل والعرب من أهله ورتب المشايخ بأمصاره وقفر إلى مكان وزارته فانفضت المشايخ ولحقت به وبقي عمل السوس ضاحيا من ظل الملك لهذا العهد وهو وطن كبير في مثل عرض البلاد الجريدية وهوائها المتصل من لدن البحر المحيط إلى نيل مصر الهابط من وراء خط الاستواء في القبلة إلى الإسكندرية وهذا الوطن قبلة جبال درن ذو عمائر وقرى ومزارع ومدن وأمصار وجبال وحصون ويحدق به وادى السوس ينصب من باطن الجبل إلى ما بين كلاوة وسيكسيوة ويدفع إلى بسيطه ثم يمر مغربا إلى أن ينصب في البحر المحيط والعمائر متصلة حفا في هذا الوادي ذات المدن والمزارع وأهلها يتخذون فيها قصب السكر وعند مصب هذا الوادي من الجبل في البسيط مدينة تارودنت وبين مصب هذا الوادي في البحر ومصب وادى آش مرحلتان إلى ناحية الجنوب على ساحل البحر وهناك رباط ماسة الشهير المعروف بتردد الأولياء وعبادتهم وتزعم العامة ان خروج الفاطمي منهم ومنه أيضا إلى زوايا أولاد بو نعمان مرحلتان في الجنوب كذلك على ساحل البحر وبعدها على مراحل عصب الساقية الحمراء وهي منتهى مجالات المعقل في مشاتيهم وفى رأس وادى السوس جبل زكنون قبلة جبل الكلاوى وفى قبلة جبال درن جبال نكيسة تنتهي إلى جبال درعه ويعرف الآخر منها في الشرق بابن حميدي ويصب من جبال نكيسة وادى نول ويمر مغربا إلى أن يصب في البحر وعلى هذا الوادي بلدتا كاوصت محط الرفاق والبضائع بالقبلة وبها سوق في يوم واحد يقصده التجار من الآفاق وهو من الشهرة لهذا العهد بمكان وبلد ايفرى بسفح جبال نكيسة وبينها وبين تاكوصت مرحلتان وأرض السوس مجالات لنزول لمطة فلمطه منهم مما يلي
(٢٧٤)