المشرق ومات بملكه وأبقى على عمه الرضى لمادة صهر بينهما وقتل سائر من ظفر به من عمومته وقرابته وأنهض لهما سعادة الله بن هارون منهم ولحق ببني يصليتن أهل جبل أبى الحسن ودلهم على عورته وبيتوا معسكره واستولوا عليه وأخذوا الآلة وقتل منهم خلق ونجا سعادة الله بتلمسان وتقبض على أخيه ميمون فضرب عنقه ثم سار سعادة الله إلى طلب الصلح فأسعفه وأنزله معه مدينة نكور ثم غزا سعيد بقومه وأهل إيالته من غمارة بلاد بطوية ومن يتصو وقلوع جلده وبنى وديدى وأصهر بأخيه إلى أحمد بن إدريس بن محمد بن سليمان صاحبه وأنزله مدينة نكور معه وتوطأ الامر لسعيد في تلك النواحي إلى أن خاطبه عبد الله المهدى يدعوه إلى أمره وفى أسفل كتابه لهم وان تستقيموا أستقم بصلاحكم * وان تعدلوا عنى أرى قتلكم عدلا وأعلو بسيفي قاهرا لسيوفكم * وأدخلها عفوا وأملؤها قتلا فكتب إليه شاعره الأحمس الطليطلي بأمر يوسف بن صالح أخي الأمير سعيد كذبت وبيت الله ما تحسن العدلا * ولا علم الرحمن من قولك الفصلا وما أنت الا جاهل ومنافق * تمثل للجهال في السنة المثلى وهمتنا العليا لدين محمد * وقد جعل الرحمن همتك السفلى فكتب عبد الله إلى مصالة بن حيوس صاحب تاهرت وأغزى إليه فغزاه سنة أربع وثلثمائة لأربع وخمسين من دولته فغلبهم سعيد وقومه أياما ثم غلبهم مصالة وقتلهم وبعث برؤوسهم إلى رقادة فطيف بها وركب بقيتهم البحر إلى مالقة فتوسع الناصر في انزالهم وأجازهم واستبلغ في تكريمهم وأقام مصالة بمدينة نكور ستة أشهر ثم قفل إلى تاهرت وولى عليها دلول من كتامة فانفض العسكر من حوله وبلغ الخبر إلى بنى سعيد بن صالح وقومهم بمالقة وهم إدريس والمعتصم وصالح فركبوا السفن إليها وسبق صالح إليها منهم فاجتمع البربر بمرسى تكسامان وبايعوه سنة خمس وثلثمائة ولقبوه القيم لصغره وزحفوا إلى دلول فظفروا به وبمن معه وقتلوهم وكتب صالح بالفتح إلى الناصر وأقام دعوته بأعماله وبعث إليه الناصر بالهدايا والتحف والآلة ووصل إليه اخوته وسائر قومه واتوه طاعة ولم يزل على هدى أوليه من الاقتداء إلى أن هلك سنة خمس عشرة فحاصره وتغلب عليه فقتله واستباح المدينة وخربها سنة سبع عشرة ثم راجع إليها وقام بأمرهم أبو نور إسماعيل بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن سعيد بن إدريس بن صالح ابن منصور وأعاد المدينة التي بناها صالح بن منصور وعمرها وسكنها ثلاثا ثم أغزى ميسور مولى أبى القاسم بن عبد الله صندلا مولاه عندما أناخ على فاس فبعث عسكرا مع صندل هذا فحاصر جراوة ثم عطف على نكور وتحصن منه إسماعيل بن عبد الملك
(٢١٣)