وزعم كثير من المؤرخين ان نسبه في أهل البيت وانه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن هود بن خالد بن تمام بن عدنان بن سفيان بن عفوان بن جابر بن عطا بن رباح بن محمد من ولد سليمان بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب أخي إدريس الأكبر الواقع نسب الكثير من بيته في المصامدة وأهل السوس كذا ذكر ابن نحيل في سليمان هذا وانه لحق بالمغرب ابن أخيه إدريس ونزل تلمسان وافترق ولده في المغرب قال فمن ولده كل طالبي بالسوس وقيل بل هو من قرابة إدريس اللاحقين به إلى المغرب وان رباحا الذي في عمود هذا النسب انما هو ابن يسار بن العباس بن محمد بن الحسن وعلى الامرين فان نسبة الطالبي وقع في هرغة من قبائل المصامدة ورسخت عروقه فيهم والتحم بعصبيتهم فلبس جلدتهم وانتسب بنسبتهم وصار في عددهم وكان أهل بيته أهل نسك ورباط وشب محمد هذا قارئا محبا للعلم وكان يسمى أسافو ومعناه الضياء لكثرة ما كان يسرج القناديل بالمساجد لملازمتها وارتحل في طلب العلم إلى المشرق على رأس المائة الخامسة ومر بالأندلس ودخل قرطبة وهي إذ ذاك دار علم ثم أجاز إلى الإسكندرية وحج ودخل العراق ولقى جملة من العلماء يومئذ وفحول النظار وأفاد علما واسعا وكان يحدث نفسه بالدولة لقومه على يده لما كان الكهان والحزاء يتحينون ظهور دولة يومئذ بالمغرب ولقى فيما زعموا أبا حامد الغزالي وفاوضه بذات صدره بذلك فأراده عليه لما كان فيه الاسلام يومئذ بأقطار الأرض من اختلال الدولة وتقويض أركان السلطان الجامع الأمة المقيم للملة بعد أن ساءله عمن له من العصابة والقبائل التي يكون بها الاعتزاز والمنعة ونشأ بها يتم أمر الله في درك البغية وظهور الدعوة وانطوى هذا الامام راجعا إلى المغرب بحرا متفجرا من العلم وشهابا واريا من الدين وكان قد لقى بالمشرق أئمة الأشعرية من أهل السنة وأخذ عنهم واستحسن طريقهم في الانتصار للعقائد السلفية والدب عنها بالحجج العقلية الدافعة في صدر أهل البدعة وذهب إلى رأيهم في تأويل المتشابه من الآي والأحاديث بعد أن كان أهل المغرب بمعزل عن اتباعهم في التأويل والاخذ برأيهم فيه اقتداء بالسلف في ترك التأويل واقرار المتشابهات كما جاءت ففطن أهل المغرب في ذلك وحملهم على القول بالتأويل والاخذ بمذاهب الأشعرية في كافة العقائد وأعلن بإمامتهم ووجوب تقليدهم وألف العقائد على رأيهم مثل المرشدة في التوحيد وكان من رأيه القول بعصمة الامام على رأى الامامية من الشيعة وألف في ذلك كتابه في الامامية الذي افتتحه بقوله أعز ما يطلب وصار هذا المفتتح لقبا على ذلك الكتاب وأحل بطرابلس أول بلاد المغرب معنيا بمذهبه ذلك مظهر النكير على علماء المغرب في عدولهم عنه آخذا نفسه بتدريس العلم والامر
(٢٢٦)