ملوك الأدارسة وقد مهد المغرب وحاله وقطع الشيعة وذلك سنة أربع وستين وتلقاهم الحكم وأركب الناس للقديم وكان يوم دخولهم إلى قرطبة أحفل أيام الدولة وعفا عن الحسن بن كنون ووفى له بالعهد وأجزل له ولرجاله العطاء والخلع والجعالات وأوسع عليهم الجراية وأسنى لهم الارزاق ورتب من حاشيتهم في الديوان سبعمائة من أنجاد المغاربة وتجنى عليه بعد ثلاث سنين بسؤاله من الحسن قطعة عنبر عظيمة تأدت عليه من بعض سواحل عمله بالمغرب أيام ملكه فاتخذ منها أريكة يرتفقها ويتوسدها فسأله حملها إليه على أن يحكمه في رضاه فأبى عليه مع سعاية بنى عمه فيه عند الخليفة وسوء خلق الحسن ولجاجته فنكبه واستصفى ما لديه من قطعة العنبر وسواها واستقام المغرب للحكم وتظافر أمراؤه على مدافعة بلكين وعقد الوزير المنصوري لجعفر بن علي على المغرب واسترجع يحيى بن محمد بن هاشم وغرب الحسن بن كنون الأدارسة جميعا إلى المشرق استثقالا لنفقاتهم وشرط عليهم أن لا يعودوا فعبروا البحر من المرية سنة خمس وستين ونزلوا من جوار العزيز معد بالقاهرة خير نزل وبالغ في الكرامة ووعد بالنصرة والترة ثم بعث الحسن بن كنون إلى المغرب وكتب له إلى آل زيرى بن مناد بالقيروان بالمظاهرة فلحق بالمغرب ودعا لنفسه وبعث المنصور بن أبي عامر العساكر لمدافعته فغلبوه وتقبضوا عليه وأشخصوه إلى الأندلس فقتل في طريقه كما ذكرناه في أخبارهم وانقرض ملك الأدارسة من المغرب أجمع إلى أن كان رجوع الامر لبنى حمود منهم ببلاد عمارة وسبتة وطنجة كما نذكره ان شاء الله تعالى
(٢١٩)