أخرى كما نذكره لما استولى المسلمون أيام الفتح على بلاد المغرب وعمالاتها واقتسموها وأمدهم الخلفاء بالبعوث إلى جهاد البربر وكان فيهم من كل القبائل من العرب وكان صالح بن منصور الحميدي من عرب اليمن في البعث الأول وكان يعرف بالعبد الصالح فاستخلص نكور لنفسه واقطعه البها الوليد بن عبد الملك في أعوام احدى وتسعين من الهجرة قاله صاحب المقباس وبلد نكور ينتهى من المشرق إلى زواغة وجراوة بن أبي الحفيظ مسافة خمسة أيام وتجاورها من هنا لك مطماطة وأهل كدالة ومن نبسة وغساسة أهل جبل مزك وقلدع جاره التي لبنى ورتندى ولميد وزناتة وينتهى من المغرب إلى مروان من غمارة بنى حميد إلى مسطاسة وصنهاجة ومن ورائهم أوربا حزب فرحون وبنى ولميد وزناتة وبنى يونيان وبنى واسن حزب قاسم صاحب؟؟ والبحر جومى تكون على خمسة أميال فأقام صالح هنا لك لما اقتطع أرضها وكثر نسله واجتمع إليه قبائل غمارة وصنهاجة وأسلموا على يده وقاموا بأمره وملك تكسامان وانتشر الاسلام فيهم ثم ثقلت عليهم الشرائع والتكاليف وارتدوا وأخرجوا صالحا وولوا عليهم رجلا من نفزة يعرف بالرندى ثم تابوا وراجعوا الاسلام وراجعوا صالحا فأقام فيهم إلى أن هلك بتلمسان سنة ثنتين وثلاثين ومائة وولى أمره من بعده ابنه المعتصم بن صالح وكان شهما شريف النفس كثير العبادة وكان يلي الصلاة والخطبة لهم بنفسه ثم هلك لأيام يسيرة وولى من بعده أخوه إدريس فاختط مدينة نكور في عدوة الوادي ولم يكملها وهلك سنى ثلاث وأربعين وولى من بعده ابنه سعيد واستفحل أمره وكان ينزل مدينة تكسامان ثم اختط مدينة نكور لأول ولايته ونزلها وهي التي تسمى لهذا العهد المدة بين نهرين أحدهما نكور مخرجه كزنارية ومخرجه من مخرج وادى ورغة واحد والثاني غيس ومخرجه من بلد بنى ورياغيل يجتمع النهران في آكال ثم يفترقان إلى البحر ويقال نكور من عدوة الأندلس بزليانة وغزا المجوس نكور هذه في أساطيلهم سنة أربع وأربعين فغلبوا عليها واستباحوها ثانيا ثم اجتمع إلى سعيد البرانس وأخرجوهم عنها وانتقضت غمارة بعدها على سعيد فخلعوه وولوا عليهم رجلا منهم اسمه مسكن وتراجعوا فأظهر الله عليهم وفرق جماعتهم وقتل مقدمهم واستوسق أمره إلى أن هلك سنة ثمان وثمانين لسبع وثلاثين من أيامه وقام بأمره ابنه صالح بن سعيد فتقبل مذهب سلفه في الاستقامة والاقتداء وكان له مع البربر حروب ووقائع إلى أن هلك سنة خمسين ومائتين لاثنتين وسبعين سنة من ملكه وقام من بعده ابنه سعيد بن صالح وكان أصغر ولده فخرج إليه أخوه عبد الله وعمه الرضى وظفر بهما بعد حروب كثيرة فغرب أخاه إلى
(٢١٢)