وما والاها يقال إنه حرق ثلاثمائة وثمانين مدينة واستلحم آهلها بالسيف لمخافتهم إياه وقتل منهم بموضع يقال له تاملوكاف وهو حجر عال نابت وسط الطريق فقتل سبعة آلاف وسبعمائة وسبعين (قال رمون) ورحل يونس إلى المشرق وحج ولم يحج أحد من أهل بيته قبله ولا بعده وهلك لأربع وأربعين سنة من ملكه وانتقل الامر عن بنيه وولى أمرهم أبو غفير محمد بن معاد بن اليسع بن صالح بن طريف فاستولى على ملك برغواطة وأخذ بدين آبائه واشتدت شوكته وعظم أمره وكانت له في البربر وقائع مشهورة وأيام مذكورة أشار إليها سعيد بن هشام المصمودي في قوله قفى قبل التفرق واخبرينا * وقولي واخبرى خبرا يقينا وهذى أمة هلكوا وضلوا * وغاروا لا سقوا ماء معينا يقولون التبى أبو غفير * فأخزى الله أم الكاذبينا ألم تسمع ولم تر لؤم بيت * على آثار خيلهم ربينا وهن الباكيات فملكواكى * وعادمة ومسقطة جنينا ستعلم أهل تامسنا إذا ما * أتوا يوم القيامة مقطعينا هنا لك يونس وبنو أبيه * يقودون البرابر حائرينا إذا زرياور طافت عليهم * جبهتهم بأيدي المنكرينا فليس اليوم يومكم ولكن * ليالي كنتم متيسرينا واتخذ أبو غفير من الزوجات أربعا وأربعين وكان له من الولد مثلها وأكثر وهلك أخريات المائة الثالثة لتسع وعشرين سنة من ملكه وولى بعده ابنه أبو الأنصار عبد الله فاعتفى سننه وكان كثير الدعوة مهابا عند ملوك عصره يهادونه ويدافعونه بالمواصلة وكان يلبس الملحفة والسراويل ويلبس المخيط ولا يعتم أحد في بلاده الا الغرباء وكان حافظا للجاروفيا بالعهد وتوفى سنة احدى وأربعين من المائة الرابعة لأربع وأربعين سنة من ملكه ودفن باسلاخت وبها قبره وولى بعده ابنه أبو منصور عيسى ابن اثنتين وعشرين سنة فسار سير آبائه وادعى النبوة والكهانة واستد أمره وعلا سلطانه ودانت له قبائل المغرب (قال رمون) وكان عسكره يناهز الثلاثة آلاف من برغواملة وعشرة آلاف من سواهم مثل جراوة وزواغة والبرانس ومجاصة ومضغرة ودمر ومطماطة وبنو وارنكيت وكان أيضا بنو يفري وآحدة وركامة وايزمن ورصافة ورغصرارة على دينهم ولم تسجد ملوكهم الا له منذ كانوا اه كلام رمون وكان لملوك العدوتين في غزو برغواطة هؤلاء وجهادهم أسسوا بعده آثار عظيمة من الأدارسة والأموية والشيعة ولما أجاز جعفر بن علي من الأندلس إلى المغرب وقلده
(٢٠٨)