محمد بن وانسول من أهل سجلماسة وكان أوطن بأرض كوكو من بلادهم واستعملوه في خطة القضا بمالقية منذ سنة ست وسبعين وسبعمائة فأخبرني عن ملوكهم بالكثير مما كتبته وذكر لي عن هذا السلطان جاطه انه أفسد ملكهم وأتلف ذخيرتهم وكاد أن ينتقض شأن سلطانهم (قال) ولقد انتهى الحال به في سرفه وتبذيره ان باع حجر الذهب الذي كان في جملة الذخيرة عن أبيهم وهو حجر يزن عشرين قنطارا منقولا من المعدن من غير علاج بالصناعة ولا تصفية بالنار كانوا يرونه من أنفس الذخائر والغرائب لندور مثله في المعدن فعرضه جاطه هذا الملك المسرف على تجار مصر المترددين إلى بلده وابتاعوه منه بأنجس ثمن إذ استهلك من ذخائر ملوكهم سرفا وتبذيرا في سبيل الفسوق والتخلف (قال) وأصابته علة النوم وهو مرض كثيرا ما يطرق أهل ذلك الاقليم وخصوصا الرؤساء منهم يعتاده غشى النوم عامة ازمانه حتى يكاد أن لا يفيق ولا يستيقظ الا في القليل من أوقاته ويضر صاحبه ويتصل سقمه إلى أن يهلك (قال) ودامت هذه العلة بخلطه مدة عامين اثنين وهلك سنة خمس وسبعين وولوا من بعده ابنه موسى فأقبل على مذاهب العدل والنظر لهم ونكب عن طرق أبيه جملة وهو الآن مرجو الهداية ويغلب على دولته وزيره ماري جاطه ومعنى ماري عندهم الوزير وجاطه تقدم وهو الآن قد حجر السلطان واستبد بالأمر عليه ونظر في تجهيز العساكر وتجهيز الكتائب ودوخ أقطار الشرق من بلادهم وتجاوز تخوم كوكو وجهز إلى منازلة نكرت بما وراءها من بلاد الملثمين كتائب نازلتها لأول الدولة وأخذت بمخنقها ثم أفرجت عنها وحاطهم الآن هدنة وتكرت هذه على سبعين مرحلة من بلد واركلا في الجانب القبلي الغربي وفيها من الملثمين يعرف بالسلطان وعليهم طريق الحاج من السودان وبينه وبين أمير الزاب ووركلا مهاداة ومراسلة (قال) وحاضرة الملك لأهل مالي هو بلد بنى بلد متسع الخطة معين على الزرع مستبحر العمارة نافق الأسواق وهو الآن محط لركاب البحر من المغرب وإفريقية ومصر والبضائع مجلوبة إليها من كل قطر ثم بلغنا لهذا العهد ان منسا موسى توفى سنة تسع وثمانين وولى بعده أخوه منسا مغا ثم قتل لسنة أو نحوها وولى بعده صندكي زوج أم موسى صندكي الوزير ووثب عليه بعد أشهر من بيت ماري جاطة ثم خرج من بلاد الكفرة وراءهم وجاءهم رجل اسمه محمود ينسب إلى منساقو بن منسا ولى بن ماري جاطه الأكبر فتغلب على الدولة وملك أمرهم سنة ثنتين وتسعين ولقبه منسا مغا والخلق والامر لله وحده
(٢٠٢)