يتصلون بكومية ويدخلون حلفهم واندرجوا من لدن الدعوة الموحدية منهم ورياستهم لولد خليفة كان شيخهم على عهد الموحدين وبنى لهم حصنا بمواطنهم على ساحل البحر سمى تاونت ولما انصرفت دولة بنى عبد المؤمن واستولى بنو مرين على المعرب قام يعرون بن موسى بن خليفة بدعوة يعقوب بن عبد الحق سلطانهم وتغلب على ندرومة وزحف إليه يغمراسن بن زيان فاسترجع ندرومة من يده وغلبه على ما رتب ثم زحف يعقوب بن عبد الحق إليهم وأخذها من أيديهم وشحنها بالأقوات واستعمل يعرون ورجع إلى المغرب محمد بن هارون نفسه بالاستبداد فدعا لنفسه معتصما بذلك الحصن خمس سنين ثم صاهره يغمراسن وأسدله على صلح سنة ثنتين وسبعين وستمائة ولحق هارون بيعقوب بن عبد الحق ثم أجاز إلى الجهاد فأذنه واستشهد هنا لك وقام بأمر مضغرة من بعده أخوه تاشفين إلى أن هلك سنة ثلاث وسبعمائة واتصلت رياستهم على عقبه لهذا العهد ومن قبائل مضغرة أمة بجبل قبلة فاس معروف بهم ومنهم أيضا قبائل كثيرون بنواحي سلجماسة وأكثر أهلها منهم وربما حدثت بها عصبية من جراهم ومن قبائل مضغرة أيضا بصحراء المغرب كثيرون نزلوا بقصورها واغترسوا شجرة النخل على طريقة العرب فمنهم بتوات قبلة سجلماسة إلى تمنطيت اخر عملها قوم كثيرون موطنون مع غيرهم من أصناف البربر ومنهم في قبلة تلمسان وعلى ستة مراحل منها وهي قصور متقاربة بعضها من بعض ائتلف منها مصر كبير مستبحر بالعمران البدوي معدود في آحاد الأمصار بالصحراء ضاح من ظل الملك والدول لبعده في القفر ورياسته في بني سيد الملك منهم وفى شرقيها وعلى مراحل منها قرى أخرى متتابعة على سمتها متصاعدة قليلا إلى الجوف آخرها على مرحلة من قبلة جبل راشد وهي في مجالات بنى عامر من زغبة وأوطانهم من القفر وقد تملكوها لحظ أبنائهم وقضاء حاجاتهم حتى نسبت إليهم في الشهرة وفى جهة الشرق على هذه القصور وعلى خمس مراحل منها دامعة متوغلة في القفر تعرف بقليعة والى يعتمرها رهط من مضغرة هؤلاء وينتهى إليها المنتهى من أهل الصحراء بعض السنين إذا لفحهم الهجير يستبردون في تلولها لتوغلها في ناحيتهم ومن مضغرة هؤلاء أوزاع في أعمال المغرب الأوسط وإفريقية ولله الخلق جميعا * (لماية) * وهم بطون كما ذكرناه أخوه مضغرة ولهم بطون كثيرة عد منها سابق وأصحابه هو زكرمار مزيزة ومليزة بنو مدنيين كلهم من لماية وكانوا ظواعن بإفريقية والمغرب وكان جمهورهم بالمغرب الأوسط موطنين بسحومة مما يلي الصحراء ولما سرى دين الخارجية في البربر أخذوا برأى الإباضية ودانوا به وانتحلوه
(١٢٠)