وغيره ومن بطون ولهاصة ورتدين بن داحية بن ولهاصة وورفجومة بن نيرغاس بن ولهاص ومن بطون ورفجومة زكوله رجالة لذكاك بن ورفجوم إلى بطون أخرى كثيرة وكان ورفجومة هؤلاء أوسم بطون نفزاوه وأشدهم بأسا وقوة ولما انحرف عبد الرحمن بن حبيب عن طاعة أبى جعفر المنصور وقتله أخواه عبد الوارث والباس وطالبهما ابنه حبيب بالثار فلحق عبد الوارث بورفجومة ونزل على أميرهم عاصم بن جميل بأوراس وكان كاهنا فأجاره وقام بدعوة أبى جعفر المنصور واجتمعت إليه نفزاوة وكان من رجالاتهم عبد الملك بن أبي الجعد ويزيد بن سكوم وكانوا يدينون بدين الإباضية من الخوارج وزحفوا إلى القيروان سنة أربعين ومائة وفر عنها حبيب بن عبد الرحمن ودخلها عبد الملك بن أبي الجعد وقتل حبيبا واستولت نفزاوة على القيروان وقتلوا من كان بها من قريش وسائر العرب وربطوا دوابهم بالمسجد وعظمت حوادثهم ونكر ذلك عليهم الإباضية من برابرة طرابلس وتولى كبرها زناتة وهوارة فاجتمعوا إلى الخطاب بن السمح ورجالات العرب واستولوا على طرابلس ثم عن القيروان سنة احدى وأربعين وقتلوا عبد الملك بن أبي الجعد وأثخنوا في قومه من نفزاوة وورفجومة ورجعوا إلى طرابلس بعد أن استعمل أبو الخطاب على القيروان عبد الرحمن بن رستم واضطرم المغرب نارا وعظمت فتنة ورفجومة هؤلاء إلى أن قدم محمد بن الأشعث سنة ست وأربعين من قبل المنصور فأثخن في البربر وأطفأ نار هذه الفتنة كما قدمناه ولما اختط عمر بن حفص مدينة طبنة سنة احدى وخمسين أنزل ورفجومة هؤلاء بها بما كانوا شيعا له وعظم غناؤهم فيها عند ما حاصره بها ابن رستم وبنو يفرن ثم انتقضوا بعد مهلك عمر على يزيد بن حاتم عند قدومه على إفريقية سنة سبع وخمسين وولوا عليهم أبا زرجونة منهم وسرح إليهم يزيد العساكر مع ابنه وقومه فأثخنوا فيهم ثم انتقضت نفزاوه على أبيه داود ودعوا إلى دين الإباضية وولوا عليهم صالح بن نصر منهم فرجعت العساكر إليهم متراسلة وقتلوهم أبرح قتل وعليها كان ركود ريح الخوارج بإفريقية واذعار البربر وافترق بنو ورفجوم بعد ذلك وانقرض أمرهم وصاروا أوزاعا في القبائل وكان رجالة منهم بطنا متسعا وكان منهم رجالات مذكورون في أول العبيديين وبنى أمية بالأندلس منهم الرحالي أحد الكتاب بقرطبة وبقي منهم لهذا العهد فرق بمرماجة وهناك قرية ببسيطها تنسب إليهم وأما سائر ولهاصة من ورفجومة وغيرهم فهم لهذا العهد أوزاع لذلك أشهرهم قبيلة بساحل تلمسان اندرجوا في كومية وعدوا منهم بالنسب والخلط وكان منهم في أواسط هذه المائة الثامنة ابن عبد المكاف استقل برياستهم وتملك بدعوى السلطان بعد استيلاء بنى عبد الواد على تلمسان
(١١٥)