فحالفهم إلى القيروان وشحنها بالأقوات والرجال ثم لقى أبا حاتم والبربر وهزموه ورجع إلى القيروان وحاصروه وكانوا في ثلاثمائة وخمسين ألفا الخيل منها خمسة وثلاثون ألفا وكانوا كلهم إباضية وطال الحصار وقتل عمر بن حفص في بعض أيامه سنة أربع وخمسين ومائة وصالح أهل القيروان أبا حاتم على ما أحب وارتحل وقدم يزيد بن قبيصة بن المهلب سنة أربع وخمسين ومائة واليا على إفريقية فزحف إليه أبو حاتم بعد أن خالف عليه عمر بن عثمان الفهري وافترق أمرهم فلقيه يزيد بن حاتم بطرابلس فقتل أبو حاتم وانهزم البربر ولحق عبد الرحمن بن حبيب بن عبد الرحمن من أصحاب أبي حاتم بكتامة وبعث المخارق بن غفار الطائي فحاصره ثمانية أشهر ثم غلب عليه فقتله ومن كان معه من البربر وهربوا إلى كل ناحية وكانت حروبهم مع الجند من لدن قتل عمر بن حفص بطبنه إلى الفضاء ثلاثمائة وخمسة وسبعين حربا وقدم يزيد إفريقية فزال فسادها ورتب القيروان ولم تزل البلاد هادئة وانتقض ورفجومة سنة سبع وخمسين وولوا عليهم رجلا منهم اسمه أبو زرجونة فسرح إليهم يزيد من عشيرة ابن محراة المهلبي فهزموه واستأذنه ابنه المهلب وكان على الزاب وطبنة وكتامة في الزحف إلى ورفجومة فأذن له وأمده بالعلاء بن سعيد بن مروان المهلبي من عشيرتهم أيضا فأوقع بهم وقتلهم أبرح قتل وانتقض نفزاوة من بعد ذلك في سلطنة ابنه داود من بعد مهلكه سنة احدى وستين ومائة وولوا عليهم صالح بن نصير السفري ودعوا إلى رأيهم رأى الإباضية فسرح إليهم ابن عمه سليمان بن الصحة في عشرة آلاف فهزمهم وقتل البربر أبرح قتل ثم تحيز إلى صالح بن نصير ولم يشهد الأولى من البربر الإباضية واجتمعوا بشغنبارية فهزمهم إليها سليمان ثانية وانصرف إلى القيروان وركدت ريح الخوارج من البربر من إفريقية وتداعت بدعتهم إلى الاضمحلال ورغب عبد الرحمن بن رستم صاحب تاهرت سنة احدى وسبعين في موادعة صاحب القيروان روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب فوادعه وانحصدت شوكة البربر واستكانوا للغلب وأطاعوا للدين فضرب الاسلام بجرانه وألقت الدولة الضريبة على البربر بكلكلها وتقلد إبراهيم بن الأغلب التميمي أمر إفريقية والمغرب من قبل الرشيد هارون سنة خمس وثمانين ومائة فاضطلع بأمر هذه الولاية وأحسن السرة وقوم القتاد ورأب الصدع وجمع الكلمة ورضيت الكافة واستقل بولايتها غير منازع ولا متشوه وتوارثها بنوه خالفا عن سالف وكانت لهم بإفريقية المغرب الدولة التي ذكرناها من قبل إلى أن انقرض أمر العرب بإفريقية على زيادة الله عاقبتهم الفار إلى المشرق أمام كتامة سنة ست وتسعين ومائتين كما نذكره وخرج كتامة على بني الأغلب بدعوة الرافضية قام فيهم أبو عبد الله المحتسب
(١١٣)