بطونا كثيرة مثل ملايان ومرنه ومحيحه ودكمه وحمره ومدونه وكان لواتة هؤلاء ظواعن في مواطنهم بنواحي برقة كما ذكر المسعودي وكان لهم في فتنة أبى يزيد آثار وكان منهم بجبل أوراس أمة عظيمة ظاهروا أبا يزيد مع بنى كملان على أمره ولم يزالوا بأوراس لهذا العهد مع من به من قبائل هوارة وكتامة ويدهم العالية عليهم تناهز خيالتهم ألفا وتجاوز رجالاتهم العدة وتستكفي بهم الدولة في جباية من تحت أيديهم بجبل أوراس من القبائل الغارمة فيحسنون الغناء والكفاية وكانت البعوث مضروبة عليهم ينفرون بها في معسكر السلطان فلما تقلص ظل الدولة عنهم صار بنو سعادة منهم في أقطاع أولاد محمد من الزواودة فاستعملوهم في مثل ما كانت الدولة تستعملهم فيه فأصاروهم خولا للجباية وعسكر الاستنفاق وأصبحوا من جملة رعاياهم وقد كان بقي جانب منهم لم تستوفه الاقطاعات وهم بنو زنجان وبنو باديس فاستضافهم منصور بن مزنى إلى عمله فلما استبد مزنى عن الدولة واستقلوا بالزاب صاروا يبعدونهم بالجبلية بعض السنين ويعسكرون عليهم لذلك بأفاريق الاعراب وهم لهذا العهد معتصمون بجبلهم لا يجاوزونه إلى البسيط خوفا من عادية الاعراب ولبنى باديس منهم إتاوات على بلد نقاوس المحيطة في فسيح الجبل بما تغلبوا عن ضواحيها فإذا انحدر الاعراب إلى مشاتيهم اقتضوا منها إتاواتهم وخفارتهم وإذا أقبلوا إلى مصايفهم رجع لواتة إلى معاقلهم الممتنعة على الاعراب وكان من لواتة هؤلاء أمة عظيمة بضواحي تاهرت إلى ناحية القبلة وكانوا ظواعن هنا لك على وادى ميناس ما بين جبل يعود من جهة الشرق والى وان حلف من جهة الغرب يقال ان بعض أمراء القيروان نقلهم معه في غزوة وأنزلهم هنا لك وكان كبيرهم أورغ بن علي بن هشام قائدا لعبد الله الشيعي ولما انتقض حميد بن مصل صاحب ترهوت على المنصور ثالث خلفاء الشيعة ظاهروه على خلافه وجاوروه في مذاهب ضلاله إلى أن غلبه المنصور وأجاز حميد إلى الأندلس سنة ست وثلاثين وزحف المنصور يريد لواتة فهربوا أمامه إلى الرمال وهرب عنهم ونزل إلى وادى ميناس ثم انصرف إلى القيروان (وذكر) ابن الرقيق ان المنصور وقف هنا لك على أثر من اثار الأقدمين بالقصور التي على الجبال الثلاثة مبنية بالحجر المنحوت يبدو للناظر على البعد كأنها أسنمة قبور ورأى كتابا في حجر فسره له أبو سليمان السرد غرس خالف أهل هذا البلد على الملك فأخرجني إليهم ففتح لي عليهم وبنيت هذا البناء لأذكر به هكذا ذكر ابن الرقيق وكان بنو وجد يجئ من قبائل زناتة بمواطنهم من منداس جيرانا للواتة هؤلاء والعجم بينهما وادى ميناس وتاهرت وحدثت بينهما فتنة بسبب امرأة أنكحها بنو وجد يجئ في لواتة فعيروا بالقفر فكتبت بذلك إلى قومها
(١١٧)