منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٥ - الصفحة ٤٤٠
الذبح أم لم يذكه، ولقوله عليه السلام في خبر علي بن أبي حمزة بعد قول السائل: أو ليس الذكي ما ذكي بالحديد؟ بلى إذا كان مما يؤكل لحمه إذ لا ريب في أن اسناد التذكية إلى المذكي ظاهر في كونها فعلا له، ولا وجه لحمل اللفظ على معناه المجازي وهو المسبب.
أقول: ان المناقشة في دلالة الموثقة على المدعى ظاهرة، إذ لو كانت التذكية بمعنى الذبح لكان المعنى (ذبحه الذبح) وهو مما لا محصل له، الا أن يكون الذبح بمعنى اسم الفاعل، لكنه لا قرينة عليه، أو يعتمد في الاستدلال على النسخة الأخرى وهي (ذكاه الذابح) فيكون كسائر الروايات الدالة على المقصود مثل قوله عليه السلام في السمك: (ان ذكاته إخراجه من الماء ثم يترك حتى يموت من ذات نفسه)، وقوله عليه السلام: (انما صيد الحيتان أخذها)، وقوله عليه السلام (في ثور تعاصي فابتدره قوم بأسيافهم وسموا فأتوا عليا عليه السلام، فقال: هذه ذكاة وحية ولحمه حلال)، وغيرها من الروايات التي أسندت التذكية فيها إلى المكلف الظاهر في كونها فعلا له.
ولو نوقش في استظهار ما ذكرناه بإمكان إرادة المعنى البسيط المتحصل من فري الأوداج بالشرائط مع قابلية المحل، حيث إن الفعل التوليدي يصح اسناده إلى الفاعل كصحة اسناد الفعل المباشري إليه، فيصح أن يقال: (ألقاه