منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٥ - الصفحة ٥٢٥
الثواب مطابقة بل والتزاما أيضا، لصدق بلوغ الأجر والثواب على كلتا الدلالتين، وهو كما ترى مما لا يلتزم به أحد.
الا أن يقال: ان الداعي إلى العمل في الواجبات ليس هو بلوغ الثواب، بل الداعي له هو الفرار من العقاب، فتدبر.
وقيل: ان ظاهر صحيحة هشام المتقدمة هو استحباب نفس العمل من دون دخل للبلوغ فيه، وهذا هو الذي استظهره المصنف (قده) من الصحيحة المتقدمة بتقريب: أن ترتب الثواب على العمل الذي بلغه أنه ذو ثواب يتصور على وجهين:
أحدهما: ترتبه عليه برجاء إدراك الواقع، وهذا ثواب انقيادي لا يتوقف على وجود أمر مولوي استحبابي متعلق بالعمل، لعدم الحاجة إليه مع كون نفس الانقياد مقتضيا للثواب كالإطاعة الحقيقية، ومعه لا سبيل إلى استكشاف الامر المولوي الموجب لاستحبابه.
ثانيهما: ترتب الثواب على نفس العمل، وكون البلوغ جهة تعليلية لا تقييدية، وحيث إن الفعل بنفسه لا يصلح لترتب الثواب عليه، فيستكشف من ذلك كونه لأجل الإطاعة المترتبة على الامر المولوي، وظاهر الصحيحة هو هذا الوجه، لترتب الثواب فيها على نفس العمل كترتبه على نفس تسريح اللحية في (من سرح لحيته فله كذا).
وبالجملة: فمن ترتب الثواب على نفس العمل يستكشف كونه لأجل انطباق عنوان الإطاعة المتوقفة على الامر المولوي الاستحبابي عليه.
وفيه: أن الاستكشاف المزبور منوط بعدم قرينة أو ما يصلح للقرينية