منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٥ - الصفحة ٤٤٤
الحيوان المذبوح فاقدا لبعض الشرائط، فهو مذكى، ولكنه ليس بحلال ولا طاهر.
أقول: ما أفاده (قده) من عدم اتصاف الذبح بأنه نزاهة وطيب وان كان صحيحا في نفسه، الا أن الكلام في اتحاد التذكية والزكاة معنى وهو الطهارة ومغايرتهما، وقد زعم هذا المحقق تراد فهما ورتب عليه ما ذكره، لكن الظاهر أن التذكية ليست بمعنى الطهارة لا لغة و لا عرفا ولا شرعا، وما يكون بمعناها هو الزكاة، ففي لسان العرب: (و أصل الزكاة في اللغة النماء والطهارة والبركة. والتذكية الذبح والنحر) وفي الصحاح: (التذكية الذبح) وفي المجمع:
(والتذكية الذبح والنحر) وفي مفردات الراغب: (وذكيت الشاة ذبحتها، وحقيقة التذكية إخراج الحرارة الغريزية، لكنه خص في الشرع بإبطال الحياة على وجه دون وجه) وقال في الزكاة: (أصل الزكاة النمو الحاصل عن بركة الله تعالى) ولا أثر في كتب اللغة من كون تذكية الحيوان بمعنى تطهيره، بل بمعنى الذبح كما في الصحاح أو مع النحر كما في غيره وان فسره الراغب بما هو أعم منهما. و عليه فالتذكية لغة نفس فعل المذكي لا ما يتحصل منه. كما أن الزكاة بمعنى الطهارة، والتزكية بمعنى التطهير، ومنه قوله تعالى:
(يزكيهم ويعلمهم الكتاب) أي يطهرهم من رذائل الأخلاق وذمائم الصفات. هذا بحسب اللغة.
والظاهر أنه كذلك عرفا، فليست التذكية بمعنى التطهير والذكاة بمعنى الطهارة حتى يراد منه شرعا المسبب من فعل المذكي بدعوى عدم صحة حمل الطهارة والطيب على الذبح وأن المتصف بالطيب لحم الحيوان لا فعل المذكي، لابتناء ذلك كله على كونها بمعنى الطهارة والنزاهة، مع أنا لم نظفر عليه في