منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٥ - الصفحة ٥٣٤
الدنيوي والأخروي، فالروايات الضعاف التي تدل على ترتب سعةالرزق وطول العمر ونحوهما على بعض الأدعية أو الصلوات أو الختوم توجب صدق بلوغ الثواب عليها، فتشملها أخبار (من بلغ) ولا يصغى إلى دعوى انصراف الثواب إلى خصوص الأخروي، فإنه بدوي يزول بالتأمل، خصوصا بعد ملاحظة ما ورد في كثير من الواجبات والمندوبات من المصالح والمنافع الدنيوية المترتبة عليها.
وعليه فيحكم باستحباب العمل البالغ فيه الاجر الدنيوي بناء على استفادته من أخبار (من بلغ) وبترتب الثواب الموعود انقيادا بناء على استفادة الارشاد منها.
الرابع: لا تبعد دعوى شمول أخبار (من بلغ) لفضائل المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ومصائبهم وبعض الموضوعات الخارجية، كما إذا قام خبر ضعيف على صدور معجزات من المعصومين عليهم السلام كأمر بعضهم عليه السلام تمثال أسد بافتراس عدو الله تعالى، أو على أن الموضع الخاص مدفن نبي من الأنبياء، أو رأس الامام المظلوم سيد الشهداء عليه السلام، أو مقام عبادة معصوم كمقامات مسجدي الكوفة والسهلة أو غيرهما، أو مسجدية مكان أو غير ذلك.
توضيح ذلك: أنه - بعد أعمية بلوغ الثواب من الدلالة المطابقية والالتزامية وأعمية العمل من الفعل والقول - تشمل أخبار (من بلغ) كلا من الشبهات الحكمية والموضوعية، فلا فرق بين قيام خبر ضعيف على ثواب خاص على دعاء مخصوص أو صلاة أو زيارة معصوم، و بين قيامه على كون مكان معين مسجدا أو مقام معصوم أو مدفنه كمدفن هود وصالح على نبينا وآله وعليهما السلام في المكان المعروف الان في وادي السلام من أرض الغري، فان الاخبار بهذه