منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٥ - الصفحة ١٧٥
لان نفي الاستحقاق من آثار عدم الملازمة ولوازمه، فلا معنى لرد منكرها، إذ لازم رد منكرها الاعتراف بثبوت الاستحقاق، ولكن يتجه الاستدلال بالآية على البراءة. وان دلت على ثبوت الاستحقاق الذي هو من لوازم ثبوت قاعدة الملازمة، فلا وجه للاستدلال بها على البراءة.
وبالجملة: فثبوت الاستحقاق الذي هو من لوازم الالتزام بقاعدة الملازمة وعدم الاستحقاق الذي هو من لوازم البراءة متناقضان، و يمتنع اجتماعهما.
الرابع: أنه قد دفع بعض إشكال التناقض المذكور بما حاصله: أن إشكال التناقض وارد على الفاضل التوني (ره) ان أراد الاستدلال بالآية الشريفة على البراءة والرد على منكري الملازمة حقيقة، لعدم صلاحية الآية للدلالة على عدم الاستحقاق حتى تكون دليلا على البراءة، وعلى ثبوت الاستحقاق حتى تكون برهانا على رد منكري الملازمة. وأما ان أراد البرهان الحقيقي بالنسبة إلى البراءة و الجدلي بالإضافة إلى رد منكري الملازمة، فلا تناقض كما هو واضح.
والتحقيق ما عرفت من أن الآية لا تدل إلا على ما يقتضيه قاعدة قبح العقاب بلا بيان، لما مر من أن نفي الفعلية انما هو لعدم المقتضي له، لا لوجود المانع أو عدم الشرط، فيدل على نفي الاستحقاق، ومع ذلك لا يصح الاستدلال بالآية على نفي قاعدة الملازمة، إذ المراد ببعث الرسول كما تقدم بيان الاحكام الشامل للبيان بالرسول الظاهري و الباطني وهو العقل، فلا تدل الآية على عدم استحقاق العقوبة على المستقلات العقلية حتى يصح الاستدلال بها على نفى الملازمة.
فالمتحصل من جميع ما ذكرنا: عدم صحة الاستدلال بالآية الشريفة على