كقولنا: " الانسان حيوان ناطق " أم كان كل منهما مجملا، " كقولنا الانسان بشر ".
فقد يقال ان صحة هذا الحمل علامة الحقيقة، فلو علم المستعلم عن معنى لفظ بشر، معنى الانسان تفصيلا، جعله موضوعا، وحمل عليه لفظ البشر بما له من المعنى المشكوك وضعه لذلك المعنى موضوع له، من غير فرق بين القسمين، إذ كما أنه يستكشف من صحة الحمل في المجملين اتحاد المعنيين، كذلك يستكشف في الجمل و المفصل اتحاد المعنيين ذاتا وماهية، ومجرد اختلافهما مفهوما ما لكون أحد هما مركبا مفصلا، والاخر بسيطا مجملا، لا يضر باستكشاف الاتحاد، عليه، فما عن المحقق العراقي (ره) من عدم تسليم كونها علامة الحقيقة في القسم الثاني، في غير محله.
ولكن يمكن ان يقال ان غاية ما يدل عليه صحة الحمل اتحاد المعنيين و اما كون اللفظ حقيقة في أحد المعنيين فهو امر آخر غير مربوط بصحة الحمل و بعبارة أخرى ان هذا المعنى الاخر عليه فلا يمكن اثبات كونه حقيقة بصحة الحمل فليست هذه علامة الحقيقة وان تمسك بانسباقه إلى الذهن منه فهو استدلال بالتبادر والكلام في كون صحة الحمل بنفسها علامة للحقيقة.
القسم الثاني: حمل الشايع الصناعي وهو حمل أحد المتحدين في الوجود الذهني أو الخارجي على الاخر و هو على اقسام، إذ تارة يكون حمل الطبيعي على الفرد كزيد انسان، وأخرى يكون حمل أحد الكليين على الاخر مع كونهما متساويين مثل " الانسان ضاحك "، وثالثة يكون حمل الكلى الأعم على الأخص مثل " الانسان حيوان "، وعلى كل تقدير، قد يكون الوجود المفروض وجودا لهما بالذات كما في حمل الطبيعي على مصداقه أو الكلى الأخص منه مع كونه جهة جامعة له ولغيره، وقد يكون وجودا لهما بالعرض مثل " الضاحك متعجب "، وثالثة يكون وجودا بالذات لأحدهما وبالعرض للاخر مثل " الانسان ضامك ".
أما إذا كان وجودا بالذات لهما فغاية ما يمكن ان يقال في وجه استكشاف الوضع