بعضها ما لم تخرج من العدة، فإن خرجت من العدة ثم رجعت في شئ مما بذلته لم يلتفت إليها ولم يكن له عليها أيضا رجعة، وإن أراد مراجعتها قبل انقضاء عدتها إذا لم ترجع هي فيما بذلت أو بعد انقضائها كان ذلك بعقد مستأنف ومهر جديد.
وهذا الكلام دال بإطلاقه على جواز رجوعها في البذل سواء اشترطت ذلك في العقد أم لا، وسواء اختار الرجل ذلك أم لا، وظاهر ابن حمزة أنه مع الاطلاق وعدم اشتراط رجوعها ورجوعه فلا بد من تراضيهما معا بالرجوع واتفاقهما عليه، فلو لم يرض الزوج بالرجوع لم يكن لها الرجوع، بناء على أن الخلع عقد معاوضة، فيعتبر في صحته تراضيهما، ومع التقييد فالحكم كما ذكره الشيخ إذا كان في العدة.
قال ابن حمزة على ما نقله عنه في المختلف: يجوز أن يطلقا الخلع وأن تقيد المرأة بالرجوع فيما افتدت به، والرجل الرجوع في بضعها، فإن أطلقا لم يكن لأحدهما الرجوع بحال إلا برضا الآخر، وإن قيدا لم يخل إما لزمتها العدة أو لم تلزم، فإن لزمتها جاز الرجوع ما لم تخرج من العدة، فإن خرجت منها أو لم تلزم العدة لم يكن لهما الرجوع بحال إلا بعقد جديد ومهر مستأنف.
واختار هذا القول السيد السند في شرح النافع، وقبله جده في المسالك ومراده بمن لم تلزمها العدة ما لو كانت صغيرة أو يائسة أو غير مدخول بها ومن تمت عدتها، وفي معناها العدة البائنة كعدة المطلقة الثالثة، وظاهره أنه مع التقييد، فجواز رجوعها لازم لجواز رجوعه، فلو لم يمكنه الرجوع لكون العدة بائنة كأن تكون الطلقة ثالثة أو كانت غير مدخول بها ونحوهما مما تقدم فإنه لا يجوز لها الرجوع، وظاهر الأخبار التقدمة، فإنها ظاهرة كالصريحة في إمكان رجوعه لقوله في صحيحة ابن بزيع " وتكون امرأته " وقوله في موثقة الفضل " لأرجعن في بضعك " ونحوهما الرواية الثالثة إذ لا يصدق شئ من ذلك فيما إذا كانت العدة بائنة، كما أنه لا يصدق بعد خروج العدة، إلا أنه لا إشعار في شئ منها