التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ١٨٨
أردت فأسئلك أن تبارك لي في رحلي وأن تقضي لي حاجتي وأن تجعلني ممن تباهي به اليوم من هو أفضل مني فإذا أتى عرفات ضرب خبائه بنمرة بفتح النون فكسر الميم وهي بطن عرنة بضم الفاء ففتح العين بحيال الأراك قريبا من المسجد فإذا زالت الشمس قطع التلبية وجوبا واغتسل ندبا وصل الظهرين أول الوقت يجمع بينهما بأذان واحد وإقامتين وعن أبي عبد الله (ع) إنما تعجل بالصلاة وتجمع بينهما للتفرغ للدعاء فإنه يوم دعاء ومسألة وهو من الأوقات المرصودة فيأتي سفح الجبل وهو أسفله الذي يسفح فيه سيله ويكره أعلاه وحرمه بعضهم في ميسرته وهو ميمنة الجبل أو الضمير راجع إلى الجبل أي بالنسبة إلى القادم إليه من مكة على سكينة ووقار متطهر فيقف بالكون فيه ثمة مطلقا والمشهور أن أفضل أفراده القيام لأنه أحمزها مطلقا ومنهم من قيده بما إذا لم يناف الخشوع لشدة التعب فتسقط وظيفته حينئذ وليكن ذلك بعد جمع رحله وضم أمتعته بعضها إلى بعض ليأمن عليه الذهاب فلا يفوته الاقبال والتوجه بقلبه إلى ما به من الدعاء والضراعة والذكر ويدعو بدعاء الموقف والمأثورات فيه كثيرة أعلاها دعاء سيد الشهداء (ع) ثم دعاء سيد الساجدين (ع) في الصحيفة ويدعوا لأبويه كثيرا ويستوهبهما من ربه ويؤثر الدعاء لإخوانه المؤمنين على الدعاء لنفسه ويجتهد في الدعاء غاية الجهد ولا يمل منه ومن التضرع و المسألة كما في موثقة أبي بصير ومنهم من أوجب صرف زمان الوقوف كله في ذلك ثم يفيض إلى المشعر وهو المزدلفة بعد الغروب بعرفات مشتغلا بالاستغفار فإن الله يقول ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم وعليه السكينة والوقار كما في صحيحة ابن عمار داعيا عند التوجه إلى المشعر بقوله اللهم إني أعوذ بك من أن أظلم أو أظلم أو أقطع رحما أو أو ذي جارا وروي غيره وعند انتهائه إلى الكثيب الأحمر عن يمين الطريق بقوله اللهم ارحم موقفي وزد في عملي وسلم لي ديني وتقبل مناسكي وينزل في بطن الوادي دون أن يرتفع على الجبل وفي صحيحة الحلبي وغيره انزل ببطن الوادي عن يمين الطريق قريبا من المشعر وهو هنا أخص من المزدلفة فقيل إنه ما قرب إلى المنارة وقيل جبل هناك يسمى قرخا وقيل إنه المسجد الموجود الآن فإن لم يجد موضعا فيه فلا بأس بالصعود على المازمين أو الجبل لكن لا يجاوز الحياض للنهي عنه في حسنة الحلبي وغيره ويصلي العشائين بأذان وإقامتين من غير نافلة بينهما ويؤخر نوافل المغرب بعد العشاء جمعا بين فضيلتي الجمع والنافلة ولا يصلي المغرب إلا بها وإن ذهب ربع الليل إلى ثلثه كما في صحيحة محمد بن مسلم وإن استطاع أن لا ينام تلك الليلة بل يحييها فليفعل فإن أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين لهم دوي كدوي النحل كذا ويأخذ حصى الجمار التي يرميها بمنى من جمع وهو بصيغة المصدر المزدلفة سمي بذلك لما ورد أن آدم جمع بين العشائين فيه أو لاجتماع الناس به وإنما أظهر في موضع الاضمار محافظة على لفظ المأثور وإن شاء فمن رحله بمنى كما في حسنتي معاوية وربعي أو حيث شاء من الحرم كما في حسنة زرارة إن أخذته من الحرم أجزأك وإن أخذته من غير الحرم لم يجزك إلا المساجد مطلقا كما في المفاتيح وغيره بناء على تحريم خروج الحصى منها واقتصر جماعة في الاستثناء على ما في رواية حنان عن أبي عبد الله (ع) يجوز أخذ حصى الجمار من جميع الحرم إلا من المسجد الحرام أو مسجد الخيف ولا يأخذ الحصاة المرمية وهو المراد باشتراط البكارة في كلام الأصحاب ولا يكسرها للنهي عنه في رواية أبي بصير وأما النهي عن المكسرة كما في كلام الأصحاب فلا دلالة له عليها ولتكن رخوة منقطة وهي المراد بالبرش في بعض الروايات كحلية لا سوداء ولا بيضاء ولا حمراء مثل الأنملة كما في رواية البزنطي ويغسلها وفي اشتراط طهارتها قولان ويشدها في طرف ثوبه معدة لوقت الحاجة ويقف متطهرا بعد فريضة الصبح إلى طلوع الشمس للمختار وإلى الزوال للمضطر اجماعا بسفح الجبل ويجوز ارتفاعه مع الزحام وقيل مطلقا ويدعو بالمأثور وهو اللهم رب المشعر الحرام فك رقبتي من النار وأوسع على من رزقك الحلال وأدر عني شر فسقة الجن والإنس اللهم أنت خير مطلوب إليه وخير مرغوب وخير مسؤول ولكل وافد جايزة فاجعل جائزتي في موطني هذا أن تقيلني عثرتي وتقبل معذرتي وأن تجاوز عن خطيئتي ثم اجعل التقوى من الدنيا زادي وإن كان الحاج صرورة استحب له أن يطأ المشعر بالمعنى الأخص برجله كما في صحيحة الحلبي وغيره والظاهر صدقه مع الخف والحفاء وزاد الصدوق أو براحلته إن كان راكبا ويجتهد في الدعاء ويعترف بذنوبه بعد طلوع الشمس واشراق ثبير سبع مرات ويتوب إلى ربه سبعا ثم بعد الطلوع يفيض منها إلى منى ولا يفيض قبله مطلقا أخذا باليقين والمشهور توقيتها لغير الإمام بما قبل طلوع الشمس بقليل وله بما بعده وكيف كان فلا يجوز لأحد أن يجوز وادي محسر قبله قولا واحدا كما في المفاتيح وليكن في توجهه ملتبسا بسكينة خلاف ما كان يفعل في الجاهلية وذكر واستغفار كما في صحيحة ابن عمار إلى أن يبلغ وادي محسر ثم يسعى فيه إلى أن يتجاوزه كما ورد وفي بعضها مقدار مائة ذراع ومائة خطوة و يحمل على تأكد الاستحباب وإن كان راحلا يحرك راحلته قليلا كما في هرولة ما بين الصفا والمروة ويدعو بما دعا به رسول الله صلى الله عليه وآله وهو اللهم سلم لي عهدي واقبل توبتي واجب دعوتي واخلفني فيمن تركت بعدي فإن ترك السعي رجع ولو من مكة وسعى وإن كان لا يعرفه سأل الناس كما في حديث حفص وغيره ثم يمضي إلى منى وهو الموضع الذي تمنى فيه إبراهيم في نفسه أن يجعل الله مكان ابنه إسماعيل كبشا يأمره بذبحه فداء له فأعطاه مناه كما روى عن أبي الحسن (ع) ويأتي الحمرة القصوى و هي العقبة فيه كما سبق ويستحب أن يكون متطهرا وأوجبه بعض القدماء لصحيحة محمد بن مسلم
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360