تعفير خديه أيضا بين السجدتين داعيا بما ذكر أو غيره من المأثورات وبوضعهما على الأرض بعد وضع الجبين أولا وإعادته يتثنى السجود فيقال سجدتا الشكر والذي ذكره غيره تحقق التثنية بوضع الجبهة وتخلل وضع الجبينين وأما وضع الخدين فمستحب آخر لا مدخل له في ذلك والجمع بينهما أبلغ وهو مندوب إليه عند تجدد كل نعمة أو دفع نقمة أو ذكرهما ولو بعد حين وإذا كان في ملأ من الناس فليضع يده على أسفل بطنه وليحن ظهره تواضعا لله يرى أن ذلك غمز وجده في أسفل بطنه كما ورد ومطلق السجود سنة على كل حال ومقرب إلى الله بل أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد وذلك قوله (تع) واسجد واقترب باب الدعاء وهو في اللغة الندا وشرعا الرغبة إلى الله وطلب الحاجة منه على وجه الاستكانة والخضوع وقد يطلق توسعا على مجرد التمجيد والثناء لما فيه من التعرض للطلب كما تقدم كثير منه ومنه قوله صلى الله عليه وآله خير الدعاء دعائي ودعاء الأنبياء من قبلي وهو لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير وفضله عظيم بل هو مخ العبادة وأفضلها كما تقدمت روايته في باب الرضا والإضافة أولى من إضافة الجزء إلى كله كما في رأس الايمان والثانية من إضافة الجزئي إلى كليه كما في خير الدعاء ففيه نوع استخدام وعن أمير المؤمنين (ع) أحب الأعمال إلى الله عز وجل في الأرض الدعاء وعنه (ع) الدعاء ترس المؤمن وفي الحديث النبوي أنه سلاحه وعمود الدين ونور السماوات والأرض وعن أبي عبد الله (ع) الدعاء يرد القضا بعد ما أبرم ابراما فأكثر من الدعاء فإنه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة وعنه (ع) عليك بالدعاء فإن فيه شفاء من كل داء وعنه (ع) الدعاء أنفذ من السنان الحديد وفي حديث أمير المؤمنين (ع) الدعاء مفاتيح النجاح ومقاليد الفلاح وخيره ما صدر عن صدر نقي وقلب تقي وفي المناجاة سبب النجاة وبالإخلاص يكون الخلاص فإذا اشتد الفزع فإلى الله المفزع وعنه (ع) وعن أبي عبد الله (ع) بألفاظ متقاربة متى يكثر قرع الباب يفتح والحث عليه في الكتاب والسنة أكثر من أن يحصى وحقه أن يترصد له الأوقات الشريفة فإنها مظان الإجابة كعرفة وهو اسم اليوم من السنة وشهر رمضان من الشهور ويوم الجمعة وليلتها من الأسبوع وساعة الزوال من النهار وساعته من الليل إلى أخرى بعدها تكون تمام السدس الرابع من الليل والسحر إلى طلوع الشمس فإنها من الأوقات التي تفتح فيها أبواب السماء والأحوال الخاطفة المغتنمة كحال الرقة فعن أبي عبد الله (ع) إذا رق أحدكم فليدع فإن القلب لا يرق حتى يخلص وعنه (ع) إذا اقشعر جلدك ودمعت عينك فدونك دونك وقصد قصدك وحال الاضطرار كما قال (تع) أمن يجيب المضطر إذا دعاه والتيقظ بالقلب بجلال الله عز وجل فإن الخضوع حينئذ أكثر والاقبال أوفى والالتفات إلى المدعو والانقطاع عن غيره أتم وكلها من أسباب الإجابة وقراءة القرآن كما في حديث أمير المؤمنين (ع) وهي تعم قراءة الداعي وغيره مع احتمال الاختصاص بكل منهما والسجود فإنهما أقرب الحالات كما مر وعند الأذان وما بين الأذانين الأذان والإقامة وما بين أن ينزل الإمام من المنبر يوم الجمعة إلى أن تقام الصلاة وعند نزول الغيث وهبوب الرياح والتقاء الصفين للشهادة وأول قطرة من دم القتيل المؤمن وهذه ألفاظ الروايات بما فيها من الاجمال وفي حال الغربة لما يلزمها غالبا من الانكسار الجالب للرحمة ومع الصوم فإن دعوة الصائم لا ترد ووجدت في بعض أسفار المنجمين عن أبي عبد الله (ع) الأمر بالدعاء وطلب الحوائج من الله (تع) في أوقات أربعة ثلاثة من المذكورات والرابع عند وصول كف الخضيب إلى وسط الشماء وذكر ذلك صاحب التحفة أيضا وهو من صورة ذات الكرسي من الصور الشمالية وهو يناسب المحكي عن بعض الحكماء الأقدمين في اختيار الساعات المسعودة للدعاء من أن الشرط الأعظم ملاحظة حال كف الخضيب وأن من الأوقات التي لا يرد فيها الدعاء البتة إلا ما كان مخالفا للشريعة وقت مقارنته للنيرين والسفليين سيما في الحادية والعشرين من الحمل خصوصا للعاقبة وصحة البدن فإن كان للثروة والشجاعة فالمعتبر مقارنته للشمس و للظفر على العدو مقارنة المشتري وللرزق مقارنة الزهرة والخلو عن مقارنة النحسين وذكروا أنه بحمل القمر في القوس والحوت ناظرا إلى الزهرة للدعاء للجنة والمغفرة فإن كان للرزق والمقاصد الدنيوية فليكن في الثور ناظرا إلى المشتري وللجاه وقوة الحال الشمس في الحمل والقمر في الأسد أو بالعكس أو القمر في السرطان والمشتري في الثور أو بالعكس واحمدها على الاطلاق إذا كان المشتري في شرفه أو بينه وبين القمر في شرفه أو شرف زحل وعن الشهيدان من الأوقات المختارة للدعاء حال مقارنة المشتري للرأس وذلك في كل أربع عشرة سنة تقريبا وفيه أن من المقرر في فنه أن المشتري يتم الدورة على توالي البروج في اثنتي عشرة سنة كل برج سنة والرأس بسيره المعكوس في تسع عشرة سنة كل برج في تسعة عشر شهرا واللازم من ذلك حصول المقارنة بينهما في كل سبع سنين وأربعة أشهر تقريبا كما لا يخفى وهذه أمور يسندون بعضها إلى التجربة وبعضها إلى الأنبياء السالفين صلوات الله عليهم ويترصد أيضا الأمكنة الشريفة كعرفات وهو منسك الحاج يوم عرفة والملتزم من الكعبة وسائر المشاهد المشرفة سيما تحت قبة الحسين (ع) ثم المساجد الجامعة وأن يطيب الداعي أولا مكسبه فعن أبي عبد الله (ع) من سره أن تستجاب دعوته فليطيب مكسبه وفي حديث آخر طب مكسبك تستجب دعوتك
(١٤٦)