وأسئلك باسمك الذي يهتز به عرشك وأسئلك باسمك الذي تهتز له أقدام ملائكتك وأسئلك باسمك الذي دعاك به موسى من جانب الطور فاستجبت له وألقيت عليه محبة منك وأسئلك باسمك الذي غفرت لمحمد صلى الله عليه وآله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأتممت عليه نعمتك وأن تفعل بي كذا وكذا فإذا انتهى إلى باب الكعبة صلى على النبي ويقول فيما بين الركن اليماني والحجر الأسود ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ويقول في الطواف اللهم إني إليك فقير وإني خائف مستجير فلا تغير جسمي ولا تبدل اسمي ويدنو من البيت دون الشاذروان وهو ما خرج من جدرانه إلى المسجد وأصله بالدال المهملة فارسي ويجري عليه حكم البيت فإنه منه ويتفرع على ذلك عدم جواز مس الجدار حال المشي بيده بل يقف حال المس ثم يخرجها عن الشاذروان ويمشي ويقبل الحجر الأسود في كل شوط إن قدر وإلا فكما تقدم ويلتزم الأركان الأربعة كلها وأقله أن ينالها بيده سيما الركن اليماني والعراقي الذي فيه الحجر تأسيا وايجاب سلار استلام اليماني شاذ كمنع ابن الجنيد استلام الشامي ويدعو عند بلوغ الباب بالمأثور وهو سائلك فقيرك مسكينك ببابك فتصدق عليه بالجنة اللهم البيت بيتك والحرم حرمك والعبد عبدك وهذا مقام العايذ المستجير بك من النار فاعتقني ووالدي وأهلي وولدي وإخواني المؤمنين من النار يا جواد يا كريم ثم يصلي على النبي وآله وكلما بلغ الباب صلى عليهم وإذا بلغ حجر إسماعيل رفع رأسه إلى الميزاب ودعا بالمأثور وهو اللهم أدخلني الجنة وأجرني من النار برحمتك وعافني من السقم وأوسع علي من رزق الحلال وأدر عني شر فسقة الجن والإنس وشر فسقة العرب والعجم وفي الشوط السابع يقف بالمستجار وهو بحذاء الباب من خلف قريب الركن اليماني ويسمي الملتزم والمتعوذ أيضا فيبسط يديه على حايط البيت ويلزق به خده وبطنه يدعو بالمأثور وهو اللهم البيت بيتك والعبد عبدك وهذا مكان العايذ بك من النار ويذكر ذنوبه مقرا بها مستغفرا منها فإنه مكان لم يقر عبد لربه بذنوبه ثم استغفر إلا غفر الله له فإذا أكمل شوطه صلى ركعتي الطواف وينبغي أن يجتهد في الدعاء والاستجارة من النار بعد الصلاة ثم يأتي الحجر الأسود فيستلمه ويقبله أو يمسه بيده ويدعو كما ذكر وهو من مقدمات السعي ثم يأتي زمزم ويستقي منها بيده بالدلو الذي يلي الحجر ويشرب منه ويروي ويصب عليه ويدعو حين يشرب بالمأثور وهو اللهم اجعله علما نافعا ورزقا واسعا و شفاء من كل داء وسقم ثم يخرج إلى الصفا من بابه المقابل ويصعده ويقوم عليه بقدر قراءة سورة البقرة بترتيل وفي صحيحة معاوية بن عمار فاصعد إلى الصفا حتى تنظر إلى البيت وتستقبل الركن الذي فيه الحجر الأسود والظاهر كما قيل إن المراد الأمر بالصعود والنظر إلى البيت واستقبال الركن لا الصعود إلى أن ترى البيت لأن رؤية البيت لا تتوقف على الصعود ويحمد الله ويثني عليه ويذكر من آلائه وحسن ما صنع إليه ما قدر على ذكره ثم يكبر ويحمد ويهلل سبعا سبعا ويدعو بما يسنح وورد أنه ليس فيه شئ موقت وأفضله المأثورات وأخصرها اللهم إني أسئلك حسن الظن بك في كل حال وصدق النية في التوكل عليك ثم ينحدر من أعلاه ويقف على المرقاة الرابعة حيال الكعبة ويدعو بقوله اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وفتنته وغربته ووحشته وظلمته وضيقه وضنكه اللهم أظلني في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ثم ينحدر إلى السعي كاشفا عن ظهره ويدعو بقوله يا رب العفو يا من أمر بالعفو يا من هو أولى بالعفو يا من يثيب على العفو العفو العفو يا جواد يا كريم يا قريب يا بعيد أردد علي نعمك واستعملني بطاعتك ومرضاتك ثم يمشي متوجها إلى المروة والمسجد على يساره وعليه السكينة والوقار إلى المنارة الأولى فيسعى ملأ فروجه كما في حديث ابن عمار أي مبلغ قدرته وهي الهرولة وإنما تستحب للرجل دون المرأة وهي من الأربعة داعيا بقوله بسم الله والله أكبر وصل على محمد و أهل بيته اللهم اغفر لي وارحم وتجاوز عما تعلم وأنت الأعز الأكرم إلى المنارة الأخيرة عند زقاق العطارين فيقطع الهرولة ويمشي على سكون داعيا بقوله يا ذا المن والفضل والكرم والنعماء والجود اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ويصعد المروة ويقوم عليها حتى يبدو له البيت ويطيله أيضا فورد عن أبي عبد الله (ع) من أراد أن يكثر ماله فليطل الوقوف على الصفا والمروة ويدعو كما في الصفا ويتضرع إلى الله ويبكي ولو مثل رأس الذباب ويجتهد في الدعاء فهذا شوط كامل ثم ينحدر من المروة متوجها إلى الصفا والمسجد على يمينه وهو الشوط الثاني فيتم سبعة أشواط كذلك فإذا أتمها قصر وخرج عن العمرة وتحلل عما أحرم منه كما تقدم ثم إذا أحرم من بطن مكة بالحج توجه إلى منى يوم التروية قبل أن يصلي الظهرين أو بعد على التخيير إلا الإمام فقيل لأن عليه ايقاعهما بمنى استحبابا مؤكدا وظاهر الشيخ وجوبه عليه وللمضطر و المريض وخائف الضغاط والزحام أن يتعجلوا بيوم أو يومين كما في المفاتيح وفي موثقة ابن عمار أو ثلاثة أيام ويستحب أن يكون حال توجهه على سكينة ووقار ذاكرا لله سبحانه داعيا بالمأثور وهو اللهم إياك أرجو وإياك أدعو فبلغني أملي وأصلح لي عملي فإذا أتاها دعا بقوله الحمد لله الذي أقدمنيها صالحا في عافية وبلغني هذا المكان اللهم إن هذه منى وهي مما مننت به علينا من المناسك فأسئلك أن تمن علي بما مننت به على أوليائك فإنما أنا عبدك وفي قبضتك وصل العشائين ليلة عرفة بها في مسجد الخيف وأفضله ما كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله في عهده منه وهو عند المنارة التي في وسطه إلى ثلاثين ذراعا من جوانبها والزيادة من الإلحاقات وفي الصحيح عن أبي عبد الله (ع) أن حد منى من العقبة إلى وادي محسر ويبيت بها إلى طلوع الفجر من يوم عرفة ويصليها بها ولا يخرج منها قبله إلا لضرورة كالمريض والخائف والمشهور فيه الكراهة وحرمه بعضهم ولا يجوز وادي محسر وهو حدها مما يلي المشعر إلا بعد طلوع الشمس وعلى الإمام أن يقيم بمنى إلى طلوع الشمس كما في صحيحة جميل و غيرها ويدعو عند توجهه إلى عرفات بالمأثور وهو اللهم إليك صمدت وإياك اعتمدت ووجهك
(١٨٧)