في الدهور الغابرة وهو الديباج التستري المضروب به المثل في كلمات الأدباء فالظاهر أنها خارجة عن هذه المناهي وإن كانت أنعم من الإبريسم وأغلى ثمنا وصدق عليها الاسم على بعض الوجوه ولا الأسود فورد أنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكره السواد إلا في ثلاث الخف والعماء والكساء فيخصص به ما روي عن أبي عبد الله (ع) أنه لباس أهل النار بل يختار الأبيض فعن النبي صلى الله عليه وآله البسوا البياض فإنه أطيب وأطهر والنظيف فإنه ورد عن أبي عبد الله (ع) الثوب النقي يكبت العدو وعن أمير المؤمنين (ع) النظيف من الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة ويقصر الثياب فورد أنه نظر أمير المؤمنين (ع) إلى فتى مرخ إزاره فقال يا بني ارفع إزارك فإنه أبقى لثوبك وأنقى لقلبك وفي اسباله إلى ما تحت الكعب وعيد بالنار رواه أبو عبد الله (ع) عن أبيه (ع) قال ما جاوز الكعبين ففي النار بل المستحب للرجل أن يرفع ثيابه لا يجرها كما ورد عنه (ع) قال إن عليا كان عندكم فاشترى ثلاثة أثواب بدينار القميص إلى فوق الكعب والإزار إلى نصف الساق والرداء من بين يديه إلى ثدييه ومن خلفه إلى ألييه ثم قال هذا اللباس الذي ينبغي للمسلمين أن يلبسوه قال والله يقول وثيابك فطهر قال وثيابك ارفعها ولا تجرها وينبغي أن ينوي بها ستر العورة كما ينوي بالأكل التقوي للعبادة وإن ضم إليه التزين لتودد المسلمين وأن يرى نعمة الله عليه كان أكمل فعن أمير المؤمنين (ع) إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده وهو من التحديث الفعلي ويبدئ بالأيمن في لبس كل شئ حتى الخف والنعل وبالأيسر في النزع وهما من السنة ويفتتح اللبس بالتسمية كما في كل مفتتح و كيلا يكون للشيطان فيه شرك ويختتم بالتحميد وفي بعض النسخ ويدعو بالمأثور وهو بسم الله وبالله اللهم اجعله ثوب يمن وتقوى وبركة اللهم ارزقني فيه حسن عبادتك وعملا بطاعتك وأداء شكر نعمتك الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في الناس وروي غيره لكنها جميعا عند لبس الجديد فيشبه أن يكون هو المراد بالافتتاح والظرف الأخير متعلقا بالأفعال الثلاثة ويلبس السراويل قاعدا كيلا يصيبه آفة ولا غم ويوقي وجع الخاصرة ويبدء بلبس القميص قبل السراويل فإنه لبس الأنبياء (ع) ويلبس الخشن فورد عن أمير المؤمنين (ع) في حديث الأربعمائة من رق ثوبه رق دينه إلا إذا نسب إلى الرياء فمعتاد أهل الزمان فورد أنه قيل لأبي عبد الله (ع) إن عليا (ع) كان يلبس الخشن ونرى عليك اللباس الجيد فقال إنه كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر ولو لبس مثل ذلك اليوم لشهر به وفي أخرى لقال الناس أنه مراء فخير لباس كل زمان لباس أهله ويلبس أخشن ثيابه إذا أراد الصلاة فعن أبي عبد الله (ع) إنا إذا أردنا أن نصلي لبسنا أخشن ثيابه وليكن ذلك على البدن تحت الثياب التجمل جمعا بينه وبين ما ورد من لبس أجود الثياب في الصلاة وفي بعض الأخبار ما يرشد إليه أو يكون الأول مختصا بالخلوات والأخير بالمحاضر ولا ينزع حتى يرقع و وإن كان ذا سعة تأسيا بالأئمة (ع) وفي حديث عايشة فيما أوصاها رسول الله صلى الله عليه وآله عليك بعيش الفقراء وإياك ومجالسة الأغنياء ولا تنزعي درعك حتى ترقعيه وهو من تقدير المعيشة وروافع الكبر ويكسى المنزوع فقيرا ليكون في ضمان الله وحرزه وخيره تعالى ما واره حيا وميتا وفي رواية أخرى ما دام عليه سلك ولا يبيع ما عبد الله (تع) فيه أخص عبادة كثوبي الاحرام بل يعدهما لكفنه ولا بأس بتكثير الثياب يلبس كلا في محله اللائق ولا يبتذل ثوب صونه فإنه من السرف فعن إسحاق بن عمار قلت لأبي عبد الله (ع) يكون للمؤمن عشرة أقمصة قال نعم قلت عشرون قال نعم قلت ثلاثون قال نعم ليس هذا من السرف إنما السرف أن تجعل ثوب صونك ثوب بذلتك وفي غيرها أنه من أدناه ويطوي الثياب إذا خلعها فإنه من إتقان المعيشة وعن أبي الحسن (ع) طي الثياب راحتها وهو أبقى لها ولا سيما بالليل فعن أبي عبد الله (ع) اطووا ثيابكم بالليل فإنها إذا كانت منشورة لبسها الشياطين بالليل ويتعمم ففي النبوي العمايم تيجان العرب وفيه الوقار ففي تتمته إذا وضعوا العمايم وضع الله عزهم وفي آخر اعتموا تزدادوا حلما ويرسل ذيليه من بين يديه ومن خلفه إلا أنه يجعل للذيل بين الكتفين أقصر مما يرسل إلى صدره قدر أربع أصابع كما عمم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا (ع) بيده ثم قال هكذا تيجان الملائكة ويستجد أي يلبس ثيابه الجديدة ليلة الجمعة أو يومه فإنه أبرك الأيام ويندب فيه التزين وتجويد الثياب كما سلف ويلبس ما أصاب فهو من السنة ما لم يكن شهرة ويتختم فعن أبي عبد الله (ع) من السنة لبس الخاتم وليكن في يمينه وورد في اليسار أيضا وفي أخرى إن شئت في اليمين وإن شئت في اليسار وهما يحتملان التقية وبالفضة فإنه أيضا من السنة ففي الصحيح أنه كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله من ورق دون الذهب للرجال والحديد مطلقا فإن الأول حرام عليهم في الدنيا وهو زينة المؤمنين في الآخرة كما سبق والثاني لباس أهل النار وما طهرت كف فيها خاتم حديد وورد اختيار اليواقيت والزمرد والعقيق والفيروزج والجزع اليماني وينفض الخف قبل اللبس توقيا عن آفة فيه وورد أنه لبس رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم إحدى خفيه وقرب الأخرى ليلبسها فانقض عليها طائر فلقفها فلما حلق بها ألقاها فانسابت منها حية وروي أنه كان شقراقا ويقعد في لبسه ونزعه فإنه أروح لا سيما إذا كان ضيقا ويحتفي أحيانا تواضعا فيخص عمومات الأمر بالتنعل بغالب الأحوال ويلبس النعل الأصفر فهو يوجب السرور حتى يبليه لأن الله (تع) يقول صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ويجلو البصر ويشد الذكر وهو من لباس النبيين دون الأسود فإنه يورث غما فيما مضى وهما فيما يستقيل ويضعف البصر ويرخي الذكر وهو مع ذلك من لباس الجبابرة كما ورد بخلاف الخف فإن السنة الهاشمية فيه الأسود ولا سيما في الحضر وورد في السفر رخصة الأحمر ويبدء في لبسه باليمين وفي خلعه باليسار كما سبق وهو من السنة باب الطيب بكسر الطاء وهو من السنة الوكيدة وثاني
(٣١٥)