داعيا إلى دار السلام لبيك لبيك غفار الذنوب لبيك لبيك أهل لبيك لبيك ذا الجلال والاكرام لبيك لبيك تبدئ والمعاد إليك لبيك لبيك تستغني ويفتقر إليك لبيك لبيك مرهوبا ومرغوبا إليك لبيك لبيك إله الحق لبيك لبيك ذا النعماء والفضل الحسن الجميل لبيك لبيك كشاف الكرب العظام لبيك لبيك عبدك وابن عبديك لبيك لبيك يا كريم لبيك ويكررها في دوام الاحرام وخصوصا قوله لبيك ذا المعارج لبيك فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يكثر منها ويجددها كلما لقي راكبا أو علا أكمة أي شرفا أو هبط واديا ومن آخر الليل بالأسحار وعند الاستيقاظ من النوم وفي ادبار الصلوات مكتوبة أو نافلة وعند كل ركوب وحين ينهض به بعيره وعند كل نزول رافعا بها صوته كما في صحيحتي ابن عمار وابن يزيد ولا تجهر بها المرأة فإنها من الأربعة التي وضعها الله عنهن ولا المحرم من مسجد الشجرة ميقات أهل المدينة إن كان راكبا حتى يعلو البيداء فإذا علت راحلته البيداء جهر بها لصحيحة عمر بن يزيد عن أبي عبد الله (ع) إن كنت ماشيا فاجهر باهلالك وتلبيتك من المسجد وإن كنت راكبا فإذا علت راحلتك البيداء وهي نص في الباب فلا وجه لنسبته إلى القيل في المفاتيح وفي حسنة معاوية بن عمار وغيرها اخرج بغير تلبية حتى تصعد إلى أول البيداء إلى أول ميل عن يسارك فإذا استوت بك الأرض راكبا كنت أو ماشيا فلب الحديث ولا يلبي المحرم من مكة حتى ينتهي إلى الرقطاء دون الردم فإذا أشرف على الأبطح رفع بها صوته كما في صحيحة ابن عمار وغيرها وفي رواية إن كنت ماشيا فلب عند المقام وإن كنت راكبا فإذا نهض بعيرك ويجب قطعها عند زوال الشمس من يوم عرفه إن كان حاجا للأمر به في صحيحتي معاوية بن عمار وعمر بن يزيد وغيرهما وإذا شاهد بيوت مكة وحدت من طريق المدينة بعقبة المدنيين حيال القصارين ومن طريق العراق بعقبة ذي طوي إن كان معتمرا بمتعة كما في حسنة الحلبي وعند مشاهدة الكعبة إن كان معتمرا بمفردة وقد خرج من مكة للاحرام كما في صحيحة عمر بن يزيد وإن أحرم بها من خارج فعند دخول الحرم كما في حديث مرازم وبهذا التفصيل يجمع بين اطلاقات الروايات وربما يجمع بينهما بالتخيير وكلامه في المفاتيح أيضا صريح في وجوب القطع على الوجه المذكور في الجميع والمشهور بين الأصحاب الاستحباب وإنما نقل القول بالوجوب عن شذاذ من المتقدمين في الأول خاصة واستحسنه في المدارك ويغتسل من بئر ميمون الحضرمي في الأبطح للقادم إليها من العراق أو من فخ وهو على فرسخ من مكة للقادم من المدينة ويدعو عند دخول الحرم بالمأثور وهو اللهم إنك قلت في كتابك وقولك الحق وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق اللهم إني أرجو أن أكون ممن أجاب دعوتك وقد جئت من شقة بعيدة ومن فج عميق سامعا لنداءك ومستجيبا لك مطيعا لأمرك وكل ذلك بفضلك علي واحسانك إلى فلك الحمد على ما وفقتني له ابتغى بذلك الزلفة عندك والقربة إليك والمنزلة لديك والمغفرة لذنوبي والتوبة علي منها بمنك اللهم صلى على محمد وآل محمد وحرم بدني على النار وآمني من عذابك وعقابك برحمتك يا رحيم ويدخل مكة على غسل ويجزي غسله السابق إن كان لم ينتقض ولو بنوم ونحوه كما يستفاد من الروايات واثبات غسل على حده لذلك غير مفهوم منها ولا ينافي هذا ما تقدم في باب الأغسال كما يظهر بالتأمل وليكن بسكينة ووقار وفسرت السكينة هنا بالتواضع من جانب من جانب الأبطح من الثنية العليا مطلقا كما هو الظاهر وفاقا للشهيد الثاني وخصه في المفاتيح تبعا للتذكرة بالقادم من المدينة أو الشام فأما الذين يجيئون من سائر الأقطار فلا يؤمرون أن يدوروا ليدخلوا من تلك الثنية واستحسنه في المدارك ويدخل المسجد الحرام كذلك على غسل و لو مستصحبا بسكينة ووقار من باب بني شيبة تأسيا وورد أن هبل مدفون ثمة فالداخل منه واطي له وهو الآن داخل المسجد بسبب الزيادات التي لحقت به بإزاء باب السلام ويستحب أن يكون حافيا للأمر به في صحيحة ابن عمار وموردها دخول المسجد كما هنا دون مكة كما في المفاتيح وورد عند دخول الحرم أيضا مقدما لليمين من الرجلين كما سبق داخلا بخشوع فإن من دخله بخشوع غفر له انشاء الله آتيا بالمأثور عنده وعند النظر إلى الكعبة ففي الصحيحة إذا انتهيت إلى باب المسجد فقم وقل السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته بسم الله وبالله وما شاء الله والسلام على أنبياء الله ورسله والسلام على رسول الله والسلام على إبراهيم والحمد لله رب العالمين فإذا دخلت المسجد فارفع يديك واستقبل البيت وقل اللهم إني أسئلك في مقامي هذا في أول مناسكي أن تقبل توبتي وأن تجاوز عن خطيئتي وتضع عني وزري الحمد لله الذي بلغني بيته الحرام اللهم إني أشهد أن هذا بيتك الحرام الذي جعلته مثابة للناس وأمنا مباركا وهدى للعالمين اللهم إن العبد عبدك والبلد بلد لك والبيت بيتك جئت أطلب رحمتك وأؤم طاعتك مطيعا لأمرك راضيا بقدرك أسألك مسألة الفقير إليك الخائف لعقوبتك اللهم افتح لي أبواب رحمتك واستعملني بطاعتك ومرضاتك وإذا دنى من الحجر الأسود رفع يديه وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وسأل أن يتقبل منه ويستلمه بالصاق بطنه به كما في صحيحة يعقوب بن شعيب وقيل بوجوبه ويقبله فإن لم يقدر فيمسه بيده ويقبلها إن قدر وإلا فيشير إليه بيده ويقبلها ويذكر الله بالمأثور وهو اللهم أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته ليشهد علي بالموافاة اللهم تصديقا بكتابك وعلى سنة نبيك وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده ورسوله آمنت بالله وكفرت بالجبت والطاغوت وباللات والعزى وعبادة الشيطان وعبادة كل ند يدعي من دون الله فإن لم يستطع أن يقول هذا فبعضه ويقول اللهم إليك بسطت يدي وفيما عندك عظمت رغبتي فاقبل سبحتي واغفر لي وارحمني اللهم إني أعوذ بك من الفقر والكفر ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة ويطوف على سكينة ووقار يقصد في مشيه ويقارب بين خطاه لتكثر فإن له بكل خطوة سبعين حسنة سواء في الأشواط الأولة والأخيرة وطواف القدوم وغيره و ويدعو بالمأثور يقول اللهم إني أسئلك باسمك الذي يمشي به على طلل الماء كما يمشي به على جدد الأرض
(١٨٦)