صلاة الكسوفين يشترط الاستيعاب فلا يجب بدونه مطلقا وفاقا للسيد والأكثر على الوجوب مع العلم ومنهم من خصه بغير الناسي وكذا الخلاف في سائر الآيات ولا يجوز أن يتطوع من عليه فريضة حاضره أو فاتته حتى يقضيها إلا ما استثنى على المشهور لظاهر بعض المناهي ومنهم من حكم بالكراهة جمعا فليترك أخذا باليقين فإن ترك التطوع أهون من ارتكاب المحظور كما مر مرارا وفي قضاء الرواتب الفائتة فضل كثير ويعجب الرب ملائكته منه وفيه تأكيد شديد إن فاتت من غير عذر كطلب معيشة لا بد منها أو حاجة لأخ مؤمن ولا لقي الله وهو مستخف متهاون مضيع لحرمة رسول الله صلى الله عليه وآله كما في رواية ابن سنان وفيها إن العاجز عن القضاء يتصدق لكل ركعتين بمد فإن لم يقدر فلكل أربع ركعات من صلاة النهار مد فإن لم يقدر فمد إذن لصلاة الليل ومد لصلاة النهار والصلاة أفضل والصلاة أفضل والصلاة أفضل باب التعقيب وهو الجلوس بعد الصلاة لدعاء كذا في القاموس وزاد الجوهري أو مسألة وقال بعض علمائنا أنه الاشتغال عقيب الصلاة بدعاء أو ذكر أو ما أشبه ذلك وفضله عظيم ففي صحيحة زرارة عن أبي جعفر (ع) التعقيب بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفلا وفي رواية الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله (ع) التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد يعني بالتعقيب الدعاء بعقب الصلاة وفي أخرى عنه (ع) الجلوس بعد صلاة الغداة للتعقيب والدعاء حتى تطلع الشمس أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض وعنه (ع) من صلى صلاة فريضة ثم عقب إلى أخرى فهو ضيف الله وحق على الله أن يكرم ضيفه والتقييد بالفريضة فيها وفي الصحيحة و ما في معناها لا يدل على الاختصاص بحيث لا تحصل حقيقته بعد النافلة كما قد يتوهم بل الوجه العموم كما هو ظاهر الرسمين اللغوي والشرعي والتفسير في رواية الوليد منه أو من غيره من رجال السند وأكثرهم من أجلة أصحابنا ولعل التقييد لاشتراط الترتب الأثر الخاص كالتقييد بالتعقيب إلى أخرى فيها أو التأكيد لكونه أفضل كما في صحيحة محمد بن مسلم وغيرها أن الدعاء دبر المكتوبة أفضل من الدعاء دبر التطوع كفضل المكتوبة على التطوع أما عدم انفصاله عنها بالفصل الكثير فالظاهر اشتراطه كما صرح به بعضهم بشهادة العرف وحقه أن يوزع على أذكار وأدعية وقراءة وتفكر حتى يكون مستجمعا لأقسام الخير من طاعة القلب واللسان وأفضلها المأثورات وهي كثيرة يقتصر عند تعذر الجميع على الأفضل مما أمكن منها فالأفضل سيما تسبيح الزهراء (ع) وكيفيته مشهورة بتوسيط التحميد وإن ورد بعض الروايات بتأخيره عند النوم ويتفكر في عجايب المصنوعات وجزيل الآلاء وهو من التفكر الذي ساعته خير من عبادة سنة كما مر ومحاسبة النفس بعد فريضة الصبح إن هذا يوم جديد من الفرصة المغتنمة ولو كان قد توفي لكان يتمنى أن يرجعه الله ولو يوما واحدا إلى الدنيا لعله يعمل صالحا فيما ترك فليحسب أنه مات ثم أعيد فليجتهد في الاستكمال وزيادة الخير ليكون يومه خيرا من أمسه فإن من تساوى يوماه فهو مغبون ولينظر في وظائفه في نهاره ويحذف الفضول منها ويرتب لكل مهم وقتا لا يتعداه ليفوز ببركة الأوقات فإن من ترك نفسه مهملا سدى إهمال البهائم لا يدري بماذا يشتغل في كل وقت فتنقضي أكثر أوقاته ضايعة فإذا فرغ من صلاة الظهر حاسبها فيما قدمت وأخرت فإن أوتي خيرا شكر الله على ذلك واجتهد في زيادته وإن تكن الأخرى بادر إلى التدارك بما سبق في أبوابه وبعد العصر يحاسبها بما بين الصلاتين وكذا بعد المغرب ثم يحاسبها بعد العشاء بالحساب التفصيلي عن جميع نهاره مع الفحص التام فلما عسى أن غرب عنه في الحسابات المجملة النهارية ويعاتبها بما فرطت في جنب الله وأبطلته من أجزاء الوقت التي كان متمكنا فيها من تحصيل السعادات العظيمة فإن تفويت المنافع والتقاعد عن تحصيل الأرباح للقادر عليه خسران عظيم وغبن فاحش وحسرة كبرى وفي الحديث النبوي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وفيه لا يكون العبد مؤمنا حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه و السيد عبده ولهذا تتمة تأتي في كتاب الجهاد وإن اجتنب المعقب فيه ما اجتنب في صلاته من منافيات الصحة والكمال فقد أكمل تعقيبه فورد أن ما يضر بالصلاة يضر بالتعقيب وليختمه بسجود الشكر فإنه من الأكيدات وفي صحيح مرازم عن أبي عبد الله (ع) إنه واجب على كل مسلم يتم الصلاة ويرضي الرب ويعجب الملائكة وأدناه أن يقول شكرا لله ثلاثا ويستحب أن يطول ما استطاع فعن أبي الحسن (ع) أنه كان يسجد بعد ما يصلي فلا يرفع رأسه حتى يتعالى النهار وأن يكون داعيا فيه بالمأثور عنه (ع) في حسنة ابن جندب وهو اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وأنبيائك ورسلك وجميع خلقك إنك ربي والإسلام ديني ومحمد نبيي وعلي وفلان وفلان إلى آخرهم أئمتي بهم أتولى ومن عدوهم أتبرأ اللهم إني أنشدك دم المظلوم ثلاثا اللهم إني أنشدك بايوائك على نفسك لأوليائك لتظفرنهم بعدوك وعدوهم أن تصلي على محمد و آل محمد وعلى المستحفظين من آل محمد ثم تقول اللهم إني أسئلك اليسر بعد العسر ثلاثا ثم ضع خدك الأيمن بالأرض وتقول يا كهفي حين تعييني المذاهب وتضيق على الأرض بما رحبت ويا بارئ خلقي رحمة وكنت عن خلقي غنيا صل على محمد وآل محمد وعلى المستحفظين من آل محمد ثم ضع خدك الأيسر وتقول يا مذل كل جبار ويا معز كل ذليل قد وعزتك بلغ بي مجهودي ثلاثا ثم تقول يا حنان يا منان يا كاشف الكرب العظام ثلاثا ثم تعود للسجود فتقول مائة مرة شكرا شكرا ثم تسأل الله حاجتك انشاء الله وروي غيره أيضا وحقه أن يكون بخضوع مفترشا على الأرض بذراعيه لاصقا والأجود ملصقا صدره وبطنه بالأرض كما في رواية يحيى بن عبد الرحمن عن الهادي (ع) معفرا جبينه فإنه من علامات المؤمن وهو وضعه على العفر بفتحتين أي التراب ويستحب
(١٤٥)