التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ١٨٤
شرط حجتك هذه ووفاء عهدك الذي عاهدت به مع ربك وأوجبته له إلى يوم القيامة واعلم أن الله لم يقرض الحج ولم يخصه مع جميع الطاعات بالإضافة إلى نفسه بقوله (تع) ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ولا شرع نبيه سنته في خلال المناسك على ترتيب ما شرعه إلا للاستعداد والإشارة إلى الموت والقبر والبعث والقيامة والجنة والنار بمشاهدة مناسك الحج من أولها إلى أخرها لأولي الألباب انتهى كلامه صلوات الله عليه وسلامه ووجدت في عدة مواضع أوثقها بخط بعض المشايخ الذين عاصرناهم مرسلا أنه لما رجع مولينا زين العابدين (ع) من الحج استقبله الشبلي فقال له (ع) حججت يا شبلي قال نعم يا بن رسول الله فقال له أنزلت الميقات وتجردت عن مخيط الثياب و اغتسلت قال نعم قال فحين نزلت الميقات نويت أنك خلعت ثوب المعصية ولبست ثوب الطاعة قال لا قال فحين تجردت عن مخيط ثيابك نويت أنك تجردت من الرياء والنفاق والدخول في الشبهات قال لا قال فحين اغتسلت نويت أنك اغتسلت من الخطايا والذنوب قال لا قال فما نزلت الميقات ولا تجردت عن مخيط الثياب ولا اغتسلت ثم قال تنظفت وأحرمت وعقدت الحج قال نعم قال فحين تنظفت وأحرمت وعقدت الحج نويت أنك تنظفت بنورة التوبة الخالصة لله (تع) قال لا قال فحين أحرمت نويت أنك حرمت على نفسك كل محرم حرمه الله عز وجل قال لا قال فحين عقدت الحج نويت أنك قد حللت كل عقد لغير الله عز وجل قال لا قال له (ع) ما تنظفت ولا أحرمت ولا عقدت الحج قال له أدخلت الميقات وصليت ركعتي الاحرام ولبيت قال نعم قال فحين دخلت الميقات نويت أنك دخلت بنية الزيارة قال لا قال فحين صليت ركعتين نويت أنك تقربت إلى الله بخير الأعمال من الصلاة وأكبر حسنات العباد قال لا قال فحين لبيت نويت أنك نطقت لله سبحانه بكل طاعة وصمت عن كل معصية قال لا قال له (ع) ما دخلت الميقات ولا صليت ولا لبيت ثم قال له أدخلت الحرم ورأيت الكعبة وصليت قال نعم قال فحين دخلت الحرم نويت أنك حرمت على نفسك كل غيبة تستغيبها المسلمين من أهل ملة الاسلام قال لا قال فحين وصلت مكة نويت بقلبك أنك قصدت الله سبحانه قال لا قال (ع) فما دخلت الحرم ولا رأيت الكعبة ولا صليت ثم قال طفت بالبيت ومسست الأركان وسعيت قال نعم قال فحين سعيت نويت أنك هربت إلى الله وعرف ذلك منك علام الغيوب قال لا قال فما طفت بالبيت ولا مسست الأركان ولا سعيت ثم قال له صافحت الحجر ووقفت بمقام إبراهيم (ع) و صليت به ركعتين قال نعم فصاح (ع) صيحة كاد يفارق الدنيا ثم قال آه آه ثم قال من صافح الحجر الأسود فقد صافح الله سبحانه فانظر يا مسكين لا تضيع أجر ما عظم حرمته وتنقض المصافحة بالمخالفة و قبض الحرام ونظر أهل الآثام ثم قال (ع) نويت حين وقفت عند مقام إبراهيم أنك وقفت على كل طاعة وتخلفت عن كل معصية قال لا قال فحين صليت فيه ركعتين نويت أنك اتصلت بصلاة إبراهيم وأرغمت أنف الشيطان لعنة الله قال لا قال له (ع) فما صافحت الحجر الأسود ولا وقفت عند المقام ولا صليت فيه ركعتين ثم قال له أشرفت على بئر زمزم وشربت من مائها قال نعم قال أنويت أنك أشرفت على الطاعة وغضضت طرفك عن المعصية قال لا قال فما أشرفت عليها ولا شربت من مائها ثم قال له أسعيت بين الصفا والمروة ومشيت وترددت بينهما قال نعم قال نويت أنك بين الرجاء والخوف قال لا قال فما سعيت ولا مشيت ولا ترددت بين الصفا والمروة ثم قال أخرجت إلى منى قال نعم قال نويت أنك أمنت الناس من لسانك وقلبك ويدك قال لا قال فما خرجت إلى منى ثم قال أوقفت الوقفة بعرفة وطلعت جبل الرحمة وعرفت وادي غرة ودعوت الله سبحانه عند الميل والجمرات قال نعم قال هل عرفت بموقفك بعرفة معرفة الله سبحانه أمر المعارف والعلوم وعرفت قبض الله على صحيفتك واطلاعه على سريرتك وقلبك قال لا قال فنويت بطلوعك جبل الرحمة إن الله يرحم كل مؤمن ومؤمنة ويتوالى كل مسلم ومسلمة قال لا قال فنويت عند نمرة أنك لا تأمر حتى تأتمر ولا تزجر حتى تنزجر قال لا قال فعندما وقفت عند العلم والنمرات نويت أنها شاهدة لك على الطاعات حافظه لك مع الحفظة بأمر رب السماوات قال لا قال فما وقفت بعرفة ولا طلعت جبل الرحمة و لا عرفت نمرة ولا دعوت ولا وقفت عند النمرات ثم قال مررت بين العلمين وصليت قبل مرورك ركعتين ومشيت بمزدلفة ولقطت فيها الحصى ومررت بالمشعر الحرام قال نعم قال فحين صليت ركعتين نويت أنها صلاة الشكر في ليلة عشر تنفي كل عسر وتيسر كل يسر قال لا قال فعندما مشيت بين العالمين ولم تعدل عنهما يمينا وشمالا نويت أن لا تعدل عن دين الحق يمينا وشمالا لا بقلبك ولا بلسانك ولا بجوارحك قال لا قال فعندما مشيت بمزدلفة ولقطت منها الحصى نويت أنك رفعت عنك كل معصية وجهل وثبتت كل علم وعمل قال لا قال فعندما مررت بالمشعر الحرام نويت أنك أشعرت قلبك شعار أهل التقوى والخوف لله عز وجل قال لا قال فما مررت بالعلمين ولا صليت ركعتين ولا مشيت بالمزدلفة ولا رفعت منها الحصى ولا مررت بالمشعر الحرام ثم قال له وصلت منى ورميت الجمرة وحلقت رأسك وذبحت هديك وصليت في مسجد الخيف ورجعت إلى مكة وطفت طواف الإفاضة قال نعم قال فنويت عندما وصلت منى ورميت الجمار أنك بلغت إلى مطلبك وقد قضى لك ربك كل حاجتك قال لا قال فعندما رميت الجمار نويت أنك رميت عدوك إبليس وغضبته بتمام حجك النفيس قال لا قال فعندما حلقت رأسك نويت أنك تطهرت من الأدناس ومن تبعة بني آدم وخرجت من الذنوب كما ولدتك أمك قال لا قال فعندما صليت في مسجد الخيف نويت أنك لا تخاف إلا الله عز وجل وذنبك ولا ترجو إلا رحمة الله (تع) قال لا قال فعندما ذبحت هديك نويت أنك ذبحت حنجرة الطمع بما تمسكت به من حقيقة الورع وأنك
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360