شرط حجتك هذه ووفاء عهدك الذي عاهدت به مع ربك وأوجبته له إلى يوم القيامة واعلم أن الله لم يقرض الحج ولم يخصه مع جميع الطاعات بالإضافة إلى نفسه بقوله (تع) ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ولا شرع نبيه سنته في خلال المناسك على ترتيب ما شرعه إلا للاستعداد والإشارة إلى الموت والقبر والبعث والقيامة والجنة والنار بمشاهدة مناسك الحج من أولها إلى أخرها لأولي الألباب انتهى كلامه صلوات الله عليه وسلامه ووجدت في عدة مواضع أوثقها بخط بعض المشايخ الذين عاصرناهم مرسلا أنه لما رجع مولينا زين العابدين (ع) من الحج استقبله الشبلي فقال له (ع) حججت يا شبلي قال نعم يا بن رسول الله فقال له أنزلت الميقات وتجردت عن مخيط الثياب و اغتسلت قال نعم قال فحين نزلت الميقات نويت أنك خلعت ثوب المعصية ولبست ثوب الطاعة قال لا قال فحين تجردت عن مخيط ثيابك نويت أنك تجردت من الرياء والنفاق والدخول في الشبهات قال لا قال فحين اغتسلت نويت أنك اغتسلت من الخطايا والذنوب قال لا قال فما نزلت الميقات ولا تجردت عن مخيط الثياب ولا اغتسلت ثم قال تنظفت وأحرمت وعقدت الحج قال نعم قال فحين تنظفت وأحرمت وعقدت الحج نويت أنك تنظفت بنورة التوبة الخالصة لله (تع) قال لا قال فحين أحرمت نويت أنك حرمت على نفسك كل محرم حرمه الله عز وجل قال لا قال فحين عقدت الحج نويت أنك قد حللت كل عقد لغير الله عز وجل قال لا قال له (ع) ما تنظفت ولا أحرمت ولا عقدت الحج قال له أدخلت الميقات وصليت ركعتي الاحرام ولبيت قال نعم قال فحين دخلت الميقات نويت أنك دخلت بنية الزيارة قال لا قال فحين صليت ركعتين نويت أنك تقربت إلى الله بخير الأعمال من الصلاة وأكبر حسنات العباد قال لا قال فحين لبيت نويت أنك نطقت لله سبحانه بكل طاعة وصمت عن كل معصية قال لا قال له (ع) ما دخلت الميقات ولا صليت ولا لبيت ثم قال له أدخلت الحرم ورأيت الكعبة وصليت قال نعم قال فحين دخلت الحرم نويت أنك حرمت على نفسك كل غيبة تستغيبها المسلمين من أهل ملة الاسلام قال لا قال فحين وصلت مكة نويت بقلبك أنك قصدت الله سبحانه قال لا قال (ع) فما دخلت الحرم ولا رأيت الكعبة ولا صليت ثم قال طفت بالبيت ومسست الأركان وسعيت قال نعم قال فحين سعيت نويت أنك هربت إلى الله وعرف ذلك منك علام الغيوب قال لا قال فما طفت بالبيت ولا مسست الأركان ولا سعيت ثم قال له صافحت الحجر ووقفت بمقام إبراهيم (ع) و صليت به ركعتين قال نعم فصاح (ع) صيحة كاد يفارق الدنيا ثم قال آه آه ثم قال من صافح الحجر الأسود فقد صافح الله سبحانه فانظر يا مسكين لا تضيع أجر ما عظم حرمته وتنقض المصافحة بالمخالفة و قبض الحرام ونظر أهل الآثام ثم قال (ع) نويت حين وقفت عند مقام إبراهيم أنك وقفت على كل طاعة وتخلفت عن كل معصية قال لا قال فحين صليت فيه ركعتين نويت أنك اتصلت بصلاة إبراهيم وأرغمت أنف الشيطان لعنة الله قال لا قال له (ع) فما صافحت الحجر الأسود ولا وقفت عند المقام ولا صليت فيه ركعتين ثم قال له أشرفت على بئر زمزم وشربت من مائها قال نعم قال أنويت أنك أشرفت على الطاعة وغضضت طرفك عن المعصية قال لا قال فما أشرفت عليها ولا شربت من مائها ثم قال له أسعيت بين الصفا والمروة ومشيت وترددت بينهما قال نعم قال نويت أنك بين الرجاء والخوف قال لا قال فما سعيت ولا مشيت ولا ترددت بين الصفا والمروة ثم قال أخرجت إلى منى قال نعم قال نويت أنك أمنت الناس من لسانك وقلبك ويدك قال لا قال فما خرجت إلى منى ثم قال أوقفت الوقفة بعرفة وطلعت جبل الرحمة وعرفت وادي غرة ودعوت الله سبحانه عند الميل والجمرات قال نعم قال هل عرفت بموقفك بعرفة معرفة الله سبحانه أمر المعارف والعلوم وعرفت قبض الله على صحيفتك واطلاعه على سريرتك وقلبك قال لا قال فنويت بطلوعك جبل الرحمة إن الله يرحم كل مؤمن ومؤمنة ويتوالى كل مسلم ومسلمة قال لا قال فنويت عند نمرة أنك لا تأمر حتى تأتمر ولا تزجر حتى تنزجر قال لا قال فعندما وقفت عند العلم والنمرات نويت أنها شاهدة لك على الطاعات حافظه لك مع الحفظة بأمر رب السماوات قال لا قال فما وقفت بعرفة ولا طلعت جبل الرحمة و لا عرفت نمرة ولا دعوت ولا وقفت عند النمرات ثم قال مررت بين العلمين وصليت قبل مرورك ركعتين ومشيت بمزدلفة ولقطت فيها الحصى ومررت بالمشعر الحرام قال نعم قال فحين صليت ركعتين نويت أنها صلاة الشكر في ليلة عشر تنفي كل عسر وتيسر كل يسر قال لا قال فعندما مشيت بين العالمين ولم تعدل عنهما يمينا وشمالا نويت أن لا تعدل عن دين الحق يمينا وشمالا لا بقلبك ولا بلسانك ولا بجوارحك قال لا قال فعندما مشيت بمزدلفة ولقطت منها الحصى نويت أنك رفعت عنك كل معصية وجهل وثبتت كل علم وعمل قال لا قال فعندما مررت بالمشعر الحرام نويت أنك أشعرت قلبك شعار أهل التقوى والخوف لله عز وجل قال لا قال فما مررت بالعلمين ولا صليت ركعتين ولا مشيت بالمزدلفة ولا رفعت منها الحصى ولا مررت بالمشعر الحرام ثم قال له وصلت منى ورميت الجمرة وحلقت رأسك وذبحت هديك وصليت في مسجد الخيف ورجعت إلى مكة وطفت طواف الإفاضة قال نعم قال فنويت عندما وصلت منى ورميت الجمار أنك بلغت إلى مطلبك وقد قضى لك ربك كل حاجتك قال لا قال فعندما رميت الجمار نويت أنك رميت عدوك إبليس وغضبته بتمام حجك النفيس قال لا قال فعندما حلقت رأسك نويت أنك تطهرت من الأدناس ومن تبعة بني آدم وخرجت من الذنوب كما ولدتك أمك قال لا قال فعندما صليت في مسجد الخيف نويت أنك لا تخاف إلا الله عز وجل وذنبك ولا ترجو إلا رحمة الله (تع) قال لا قال فعندما ذبحت هديك نويت أنك ذبحت حنجرة الطمع بما تمسكت به من حقيقة الورع وأنك
(١٨٤)