أو لا أو معدولا إليها أما العاصي في سفره المباح فحكمه كغيره ما كانت النية صحيحة كما صرح به أجلة الأصحاب ويحكى عن بعض المعاصرين خلاف ذلك وهو مقطوع الفساد والرابع أن يتوارى عن جدران البلد كما في صحيحة محمد بن مسلم بمعنى أن لا يراه أحد ممن في البيوت كما في الوافي وغيره تحقيقا أو تقريبا أو يخفى عليه أذانه كما في صحيحة ابن سنان وغيرها والاكتفاء بأحدهما هو المشهور بين القدماء وقيل المعتبر كلاهما معا وقيل الثاني والخلاف فيه قليل الجدوى لأنهما متقاربان على ما ذكر في تفسير التواري والأكثر ومنهم المصنف في المعتصم على أنه أن لا يرى البيوت فأشكل عليهم التوفيق بين الحدين وذكر المصنف وغيره أن المرجع في الأذان إلى المتوسط فلا عبرة بالبالغ في الجهارة والانغظاض وكذا التواري يعتبر بالابصار المتوسط وأن البلد إن كان صغيرا بالمناط بيوت أقرب جهاته إليه وأذان مسجده وإن كانت متسعا فبيوت محلته وأذانها ولم أقف لهذا التفصيل على مستند وهل يختص هذا الشرط بابتداء السفر أم يشترط في مطلق الانتقال من التمام إلى القصر اللايح من كلماتهم الثاني وإليه ميله في الكتاب الكبير فالخارج بعد إقامة العشرة أو تردد ثلاثين لا يترخصان إلا به ووجهه معلوم مما تقدم وفي اشتراطه في البقاء عليه عند العود خلاف المشهور نعم واختار المصنف العدم كما يدل عليه الأخبار المستفيضة ودليل المشهور يحتمل التقية فسقط دليل التخيير الذي استحسنه بعض المتأخرين وهو مع اجتماع الشرايط المذكورة عزيمة لا رخصة في العدول عنه كالاتمام مع فقدها كلا أو بعضا خلافا للمخبرين في بعض الصور المتقدمة فلا يجزي أحدهما عن الآخر على الأصح إلا لثلاث المسافر في أحد المواضع الأربعة مكة والمدينة ومسجد الجامع بالكوفة وحاير الحسين (ع) فإن الاتمام فيها أفضل من القصر على المشهور وقيل الاتمام في مكة والمدينة إنما هو في مسجديهما دون خارجهما وقيل لا اتمام في شئ منهما على الأصل في فرض المسافر وهو أقرب إلى حصول البراءة خصوصا في غير حرم أمير المؤمنين (ع) كما استقصيناه في شرح المفاتيح والجاهل بالحكم فإنه من المواضع التي يعذر فيها كما في صحيحة زرارة ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) فيمن صلى في السفر أربعا قال إن كان قد قرئت عليه آية التقصير وفسرت له فصلى أربعا أعاد وإن لم يكن قرئت عليه ولم يعلمها فلا إعادة عليه ومقتضاها عدم الفرق بين ما إذا في الوقت وخارجه كما هو المشهور وقيل إنه يعيد في الوقت لاطلاق بعض الروايات المحمولة على الناسي جمعا وموردها المتمم في محل التقصير أما المقصر في محل الاتمام جهلا فالأكثر على أنه يعيد مطلقا والمدلول عليه في الروايات اشتراك الجاهلين في الرخصة كما يحكى عن صاحب الجامع وهو ظاهر المصنف في كتبه وإليه مال جدي في شرح التهذيب وغيره والناسي إذا لم يتذكر إلا بعد خروج الوقت فإنه لا إعادة عليه حينئذ وإنما يعيد إذا تذكر في الوقت خاصة وقيل يعيد مطلقا وقيل إن ذكر في يومه أعاد وإن مضى اليوم فلا إعادة عليه وهو مدلول صحيحة أبي بصير باب الأوقات وقت صلاة الصبح من سطوع الفجر الثاني وهو الضوء المستطيل المنتشر في عرض الأفق على هيئة قوس وسطه مطلع الشمس وإنما يسمى ثانيا بالنسبة إلى الأول وهو الضوء المستدق المستطيل كأنه عمود وأول ظهوره إذا بقي لطلوع الشمس مقدار ثمان عشرة درجة ويتفاضل زمانا باختلاف عروض البلاد ومطالع البروج وأقصر أوقاته في بلادنا و ما والاها من الإقليم الثالث ساعة وربع ساعة هو خمس عشرة دقيقة مستوية وذلك عند كون الشمس في منتصف العقرب وأطولها ساعة وإحدى وأربعون دقيقة وذلك إذا كانت في المنقلب الصيفي ويتقدم الفجر الأول على الثاني بثلاث درجات ومن الدقايق الزمانية بحسب ذلك وذلك أن ضوء النهار من ضياء الشمس ومن ثم من الله سبحانه على عباده بأنه جعل لهم الشمس سراجا وإنما يستضئ بها ما كان كمدا في نفسه كثيفا في جوهره كالأرض والقمر وأجزاء الأرض المتصلة والمنفصلة وكل ما يستضئ من جهة الشمس فإنه يقع له ظل من ورائه وقد قدر الله بلطيف حكمته دوران الشمس حول الأرض وقد تبين في الأرصاد أن جرم الشمس أكبر منها أضعافا مضاعفة فإذا كانت تحتها وقع ظلها وفوق الأرض على شكل مخروط قاعدته سطح الأرض وينتهي رأسه إلى فلك الزهرة يكون الهواء المحيط بجوانب ذلك المخروط مستضيئا بضياء الشمس فتستضئ نهايات الظل بذلك الهواء المضئ لكن ضوء الهواء ضعيف إذ هو مستعار فلا ينفذ كثيرا في أجزاء المخروط بل كلما ازداد بعدا ازداد ضعفا فإذا متى يكون في وسط المخروط يكون في أشد الظلام وذلك منتصف الليل وإذا قربت الشمس من الأفق الشرعي مال مخروط الظل عن سمت الرأس وقربت الأجزاء المستضيئة من حواشي الظل بضياء الهوى من البصر وفيه أدنى قوة فيدركه البصر عند قرب الصباح وعلى هذا كلما ازدادت الشمس قربا من الأفق ازداد ميل مخروط الظل فيزداد ضوء نهايات الظل قربا من البصر إلى أن تطلع الشمس وأول ما يظهر يسمى الصبح الكاذب لكون الأفق مظلما ولو كان يصدق أنه نور الشمس لكان المنير مما يلي الشمس دون ما يبعد عنه ويكون ضعيفا دقيقا ومن ثم يسمى ذنب السرحان ويبقى وجه الأرض على ظلامه بظل الأرض ثم يزداد هذا الضوء إلى أن يأخذ طولا وعرضا فينبسط في عرض الأفق وهو الصبح الصادق لأنه صدقك عن النهار وبينه لك والصبح ما جمع بياضا وحمرة ومن ثم سمي الرجل الذي في لونه بياض وحمرة أصبح ثم يزداد الضوء إلى أن يحمر الأفق ثم تطلع الشمس وعند مغيب الشمس تنعكس هذه الأوضاع فيحمر الأفق الغربي أولا ثم تضمحل الحمرة شيئا فشيئا إلى أن يبقى الضوء المستطير في الأفق ثم يضمحل ويبقى الضوء العمودي إلى أن يزول فالصبح والشفق
(١١٨)