ولقطة غيرها تعرف سنة فإن لم تجد صاحبها فهي كسبيل مالك وهي نص في الفرق ونفي التسوية خلافا للمصنف في المفاتيح وقد انتشرت الأقوال في المسألة جدا حتى من المصنف الواحد في الكتاب الواحد وورد عن أبي عبد الله (ع) أحب الأرض إلى الله مكة وما تربة أحب إلى الله عز وجل من تربتها ولا حجر أحب إلى الله من حجرها ولا شجر أحب إلى الله من شجرها ولا جبال أحب إلى الله من جبالها ولا ماء أحب إلى الله من مائها إلا أنه تكره المجاورة بها إلى سنة ففي صحيحة محمد بن مسلم لا ينبغي للرجل أن يقيم بمكة سنة قلت كيف يصنع قال يتحول عنها الحديث وإنما كرهت خوفا من الملالة وقلة الاحترام وملابسة الذنب فإنه فيها أعظم وورد أنه الحاد حتى ضرب الخادم من غير ذنب كما روي في تفسير قوله (تع) ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب السعير ولأنها تقسي القلب ولأن من خرج منها دام شوقه إليها فكان أدعى له الرجوع كل ذلك مروي كذا في المدارك والذي وقفت عليه إنما هو روايات الثلاثة الأخيرة فما ورد بخلافه عن أبي الحسن (ع) من أن المقام عند بيت الله أفضل فمحمول على ما إذا أمن مما ذكر من المحاذير أو مجاورة ما دون السنة كما يرشد إليه الصحيحة وغيرها باب الزيارات وهي من مرغبات السنن وتتأكد زيارة المعصومين سيما للحاج وبها فسر قضاء التفث في بعض البطون وعن أبي عبد الله (ع) إذا حج أحدكم فليختم بزيارتنا لأن ذلك من تمام الحج سيما زيارة النبي صلى الله عليه وآله لأن تركها جفاء كما في حديثه وحديث أمير المؤمنين (ع) ولو تركها الناس أجبروا عليها فإن لم يكن عندهم ما ينفقون أنفق عليهم من بيت المال والمحتاط من الحاج لا يتركها لايذان الجفاء والاجبار بالتحريم وفي زيارة قبور الأئمة (ع) فضل كثير فعن الرضا (ع) أن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته وأن من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا بما رغبوا فيه كانت أئمتهم شفعاؤهم يوم القيامة وخصوصا الحسين (ع) فورد عن أبي جعفر (ع) أن زيارته فرض على كل مؤمن وأن تركها عقوق رسول الله صلى الله عليه وآله وكذا الرضا (ع) فورد عن أبي الحسن (ع) أنها كسبعين حجة قال الراوي قلت سبعين حجة قال نعم وسبعين ألف حجة قلت سبعين ألف حجة فقال رب حجة لا تقبل من زاره وبات عنده ليلة كان كمن زار الله في عرشه وفي رواية ألف ألف حجة لمن زاره عارفا بحقه وعن الجواد (ع) أنه سئل أزيارة الرضا (ع) أفضل أم زيارة الحسين (ع) قال زيارة أبي أفضل وذلك أن أبا عبد الله (ع) تزوره الناس وأبي لا يزوره إلا الخواص من الشيعة والبعيد من قبورهم يستحب له أن يبرز إلى الصحراء أو يصعد سطح داره ويرفع رأسه إلى السماء ويتوجه إلى جهات قبورهم وفي رواية أنه يستقبل القبلة ويومي إلى القبر ويصلي ركعتين وفي أخرى أربع ركعات ويسلم عليهم يكتب له زورة وزورة حجة وعمرة كما ورد إلا أن موردها خصوص زيارة الحسين (ع) كما في المفاتيح ويستحب زيارة الأنبياء (ع) ومنتخبي الصحابة و التابعين رضي الله عنهم ولو اجمالا من بعيد حيث كانوا كأن يقول السلام على أنبياء الله ورسله والسلام على رسول الله وعلى أصحابه الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه من المهاجرين والأنصار و الذين اتبعوهم باحسان ونحو ذلك واتيان مقاماتهم مثل آدم ونوح وإبراهيم ويونس وصالح وإسحاق وذي الكفل وهود ويهودا بالكوفة ودانيال بشوش وسام بن نوح بقرية معروفة من بلاد الجبل وقيدار بقرية أخرى منها وحمزة بأحد وأبي طالب وخديجة بمكة وفاطمة بنت أسد من البقيع وسلمان وحذيفة بالمداين وأبي ذر بالربذة والعباس بكربلاء وفاطمة بنت موسى (ع) وعمها علي بن جعفر بقم وعبد العظيم بالري والمراد بزيارتهم زيارة قبورهم وبمقاماتهم مساجدهم ومنازلهم تبركا بها إلا أن في ثبوت استحباب ذلك نظر أو الظاهر الاكتفاء في ذلك بالتسامع والاشتهار بين الناس ما لم يعلم كذبه واتيان المسجد الأقصى بالشام والصلاة فيه وكذا مسجد الكوفة فورد في فضلهما ما ورد أنهما من قصور الجنة في الدنيا فورد في فضل زيارة الصالحين عن أبي الحسن والرضا عليهما السلام من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي إخوانه يكتب له ثواب زيارتنا ومن لم يقدر أن يصلنا فليصل صالحي إخوانه يكتب له ثواب صلتنا وهذا الحديث يشمل زيارة الأحياء منهم أيضا وزيارتهم وفي زيارة قبر الأبوين أنه من البر حتى أنه ربما يكون الولد عاقا في حياتهما فيكتب بذلك من الأبرار ومن آداب زيارتهم قراءة شئ من القرآن ثمة سيما الفاتحة والاخلاص والقدر والتطوع بشئ من البر واهداء ثواب ذلك إليهم كما يأتي وآدابها للمعصوم من قريب كثيرة مفصلة في كتب المزار وبالإجمال أن يغتسل وإنما لم يذكره في الأغسال المسنونة اكتفاء بما هنا كغسل الاحرام وإذا أحدث بعده ولا يأت بها أعاده أيضا كما في المفاتيح وليغتسل لزيارة الحسين (ع) من الفرات وأن يلبس أنظف ثيابه ويمشي حافيا على سكينة ووقار ويدخل الحريم بخضوع وخشوع ويقف عند باب الروضة يستأذن لدخولها بالمأثور وهو في زيارة الحسين (ع) بعد السلم عبدك وابن عبدك وابن أمتك المقر بالرق لكم و التارك للخلاف عليكم والموالي لوليكم والمعادي لعدوكم قصد حرمك واستجار بمشهدك و تقرب إليك بقصدك أأدخل يا رسول الله أأدخل يا نبي الله أأدخل يا أمير المؤمنين أأدخل سيد الوصيين أأدخل يا فاطمة سيدة نساء العالمين أأدخل يا مولاي يا أبا عبد الله أأدخل يا مولاي يا بن رسول الله وفي الباقين نحو ذلك فإن وجد من قلبه رقة دمعت لها عينه دخل الروضة فإنها علامة الإذن وإلا رجع متحريا لحصولها في وقت آخر وأن يقف عند الضريح المقدس مستقبلا وجهه (ع) وإن استلزم ذلك كونه مستدبرا للقبلة لأن مواجهته (ع) حينئذ أهم وفي مسجد النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة يدخل من باب جبرائيل وهو أول الأبواب الغربية وكان يأتيه صلى الله عليه وآله
(١٩٦)